التَّقْرِير الثَّالِث
أَن يكون قَوْله مَا لم بمعني إِلَّا وَالْمعْنَى وأعربت أَي فِي جَمِيع صورها إِلَّا أَن تُضَاف ويحذف الصَّدْر فتبنى فَجَمِيع صور الْإِعْرَاب مَنْطُوق وَصُورَة الْبناء مَفْهُوم وَهَذَا نَظِير مَا قيل فِي حَدِيث مَا خير رَسُول الله ﷺ بَين أَمريْن إِلَّا اخْتَار أيسرهما مَا لم يكن إِثْمًا أَي إِلَّا أَن يكون إِثْمًا فَلَا يُخَيّر وَلَا يخْتَار وَإِنَّمَا أول بذلك ليَكُون قَوْله مَا لم يكن إِثْمًا فِي معنى الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع
التَّقْرِير الرَّابِع
وَهُوَ التَّحْقِيق وَجرى عَلَيْهِ جُمْهُور الشُّرَّاح الْمرَادِي وَغَيره وَهُوَ الَّذِي أَشَرنَا إِلَيْهِ فِي أول الخاتمة أَن يكون النَّفْي منصبا على الْقَيْد والمقيد وَالتَّقْدِير وأعربت أَي مُدَّة عدم الْإِضَافَة الْمقيدَة بِحَذْف الصَّدْر فَإِنَّهَا لَا تعرب بل تبنى وَمَا سوى هَذِه الْعبارَة تعرب أَي فِيهَا فصورة الْبناء دلّ عَلَيْهَا مَفْهُوم الْكَلَام وصور الْأَعْرَاب دلّ عَلَيْهَا منطوقه
1 / 54