الْحَالة قد نزل مَا أضيفت إِلَيْهِ منزله الصَّدْر وَلذَلِك لم يقبح حذف صدر صلتها حَيْثُ كَانَت مُضَافَة لطول الصِّلَة بتنزيل الْمُضَاف إِلَيْهِ منزلَة جُزْء مِنْهَا وَقد نَص الإمامان الجليلان الْخَلِيل وسيبويه رحمهمَا الله تَعَالَى على أَن نَحْو يُعجبنِي أَي قَائِم قَبِيح كَمَا فِي جَاءَ الَّذِي قَائِم وَذَلِكَ لقصر الصِّلَة بِحَذْف الصَّدْر مَعَ عدم مَا يقوم مقَامه بِخِلَاف أَيهمْ قَائِم فَإِن ذكر الْمُضَاف إِلَيْهِ حسن حذف صدر الصِّلَة وَحَيْثُ نزل الْمُضَاف إِلَيْهِ منزلَة الصَّدْر بقيت أَي كَأَنَّهَا غير مُضَافَة لَا لفظا وَلَا تَقْديرا أما الأول فلتنزيل الْمُضَاف إِلَيْهِ منزلَة الصَّدْر واما الثَّانِي فلوجود الْإِضَافَة لفظا وَالتَّقْدِير لَا يُجَامع اللَّفْظ فبنيت أَي فِي هَذِه الْحَالة لكَونهَا صَارَت بِمَنْزِلَة المقطوعة عَن الْإِضَافَة لفظا وتقديرا فَسلم شبه الْحَرْف فِيهَا من الْمعَارض بِخِلَاف بَقِيَّة أقسامها فَإِنَّهَا إِمَّا مُضَافَة لفظا من غير تَنْزِيل للمضاف إِلَيْهِ منزلَة الصَّدْر لوُجُود الصَّدْر أَو لعدم الْحَاجة إِلَيْهِ أصلا وَأما المضافة تَقْديرا كَمَا فِي صور قطعهَا عَن الْإِضَافَة وَحِينَئِذٍ لَا يَتَأَتَّى التَّنْزِيل لِأَن مَعْدُوما لَا يقوم مقَام مَعْدُوم وَهَذَا جَوَاب دَقِيق أَفَادَ مَعْنَاهُ أَبُو
1 / 48