6

Message of Harmony Among Muslims

رسالة الألفة بين المسلمين

Editsa

عبد الفتاح أبو غدة

Mai Buga Littafi

دار البشائر الإسلامية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1417 AH

Inda aka buga

حلب

Nau'ikan

Fikihu
Tariqa

ورأَتْ ذلك أصلاً من أصول الدين، وحَكَّمَت أنفسَها بمركَز الصَّدارة والجَدَارة، والقِيادة والسِّيادةِ في سائرِ المسلمين، حتى نَفَر منها البعيدُ والقريبُ، والعدوُّ والصديقُ، وصارَتْ كالشوكةِ في العينِ لا يَقِرُّ لها قرارٌ دون أن تبحث في كلِّ جماعةٍ أو مَجْمَعِ إسلامي، فَتُشَهِّر به وتَقْدَح، وتَقْبَلَ فيه الشائعاتِ والأكاذيبِ.

كيدُ الكفار والمشركين لتمزيق

صفوف المسلمين وإنزالِ الشَّلَلِ بهم

ولا أشكُّ أبداً أن يداً بل أيادِيَ خفيَّةً مَلْساء ناعمة، وعقولاً حاذقةً كائدةً ماكرةً: مُندَسَّةٌ بلُطفٍ وخُبثٍ وإحكام في صُفوفِ المسلمين، على اختلافِ أنسابِهم وعُروقِهِم، وقَبَائِلهم وشُعوبِهم، وبلادِهم، وعلى اختلاف أصنافهم، مندَسَّةٌ في كلِّ صَفٍّ بأعمَقِ الانسجام فيه، وبما يُلائمُه ويَتَقبَّلُه بأحسنِ القبول، وتُتْقِنُ التقطيعَ في أَواصِرِ الأُخُوَّةِ في الإِخْوَةِ، وتَبْذُرُ في القلوب بُدُورَ التمُّقِ والشّقاق، وقد يكون بعضُ أفراد هؤلاء المُمزِّقين لصفوفِ الأمة بموضع القيادة والصدارةِ في صفِّه! فلا يُدرى به ولا يُقطَّنُ له، وهو قَصَّاب جَزَّار يَرتدي ثيابَ الغيرةِ على الإِسلام والمسلمين!.

وعلى المسلم العاقلِ أن ينظر إلى أعداء الإسلام على اختلاف مِلَلهم ونِحَلهم ومذاهبهم: قد اجتمعوا على مُحَارَبَة الإِسلام في مختلف البلدان، ولم تُفرِّق بينهم مَسَافات الخلافاتِ الداخليةِ أو الخارجيةِ في أن يتفقوا على حَرْبِهِ وتدميرِه، وتحويل أهلِهِ عنه، بكلِّ وسيلةٍ لديهم ظاهرةٍ أو خَفِيّةٍ.

والوسائلُ الخفيةُ عندهم لضَربِ الإِسلام أكثرُ وأقوى من الوسائلِ الظاهرةِ، فهم قد تآلفوا على الباطل، وتَعَاونوا على الإثم والعدوان، وتمزيقِ وحدةِ المسلمين، وزرع الخلاف والشِّقاق بينهم، وبَذْرِ الخصومةِ والتقاتُل فيهم، كلُّ عدوّ حَسَب طريقتِهِ وقدرتِهِ، ووسائلِه وإمكانِهِ، لا تستثني منهم أحداً، فواللَّهِ ليس لنا في أولئك الأعداء من صديقٍ ولا رفيقٍ، ولا مخلصٍ ولا شفيق ...

6