29

Risalar Tabukiyya

الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه

Bincike

محمد جميل غازي

Mai Buga Littafi

مكتبة المدني

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

Tariqa
هو ربهما ومولاهما وهما عبيده، كما أنكم عبيده فلا تحابوا غنيًا لغناه، ولا فقيرًا لفقره فإن الله أولى بهما منكم. وقد يقال: فيه معنى آخر أحسن من هذا، وهو أنهم ربما خافوا من القيام بالقسط وأداء الشهادة على الغني والفقير. أما الغني فخوفًا على ماله، وأما الفقير فلإعدامه وأنه لا شيء له فتتساهل، النفوس في القيام عليه بالحق، فقيل لهم: والله أولى بالغني والفقير منكم، أعلم بهذا وأرحم بهذا، فلا تتركوا أداء الحق والشهادة على غني ولا فقير. ثم قال تعالى: ﴿لا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا﴾ نهاهم عن اتباع الهوى الحامل على ترك العدل. وقوله تعالى ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ منصوب الموضع لأنه مفعول لأجله، وتقديره عند البصريين: كراهية أن تعدلوا، أو حذر أن تعدلوا، فيكون اتباعكم للهوى كراهية العدل أو فرارًا منه، وعلى قول الكوفيين التقدير. أن لا تعدلوا، وقول البصريين أحسن واظهر. الليّ والإعراض: ثم قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ ذكر سبحانه السببين الموجبين لكتمان الحق محذرا منهما ومتوعدا عليهما:

1 / 34