Wasika Zuwa Ga Al'ummar Gabar
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
Bincike
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
Mai Buga Littafi
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Lambar Fassara
١٤١٣هـ
Inda aka buga
المملكة العربية السعودية
Nau'ikan
Aƙida da Mazhabobi
محدثًا لكان تعالى قبل حدثها موصوفًا بضدها، ولو كان ذلك لخرج١ عن الإلهية٢، وصار إلى حكم المحدَثين الذين يلحقهم النقص ويختلف عليهم صفات الذم والمدح، وهذا يستحيل على الله ﷿، وإذا استحال ذلك عليه وجب أن يكون لم يزل بصفة الكمال؛ إذ كان لا يجوز عليه الانتقال من حال إلى حال٣.
الإجماع الخامس
وأجمعوا (على) ٤ أن صفته ﷿ لا تشبه صفات المحدثين، كما أن نفسه لا تشبه أنفس المخلوقين، واستدلوا على ذلك بأنه لو لم يكن له ﷿ هذه الصفات لم يكن موصوفًا بشيء منها في الحقيقة، (من قبل أن من ليس له حياة لا يكون حيًا، ومن لم يكن له علم لا يكون عالمًا في الحقيقة، ومن لم يكن له قدرة فليس بقادر في الحقيقة، وكذلك الحال في سائر الصفات، ألا ترى من لم يكن له فعل) ٥ لم يكن فاعلًا في الحقيقة، ومن لم يكن له إحسان لم يكن محسنًا، ومن لم يكن له كلام لم يكن متكلمًا في الحقيقة، ومن لم يكن له إرادة لم يكن في الحقيقة مريدًا، وأن من٦ وصف بشيء من ذلك مع عدم الصفات التي توجب هذه الأوصاف له لا يكون مستحقًا لذلك في الحقيقة، وإنما يكون وصفه مجازًا٧ أو كذبًا، ألا ترى أن وصف الله ﷿ للجدار بأنه يريد أن ينقض، لما لم يكن له إرادة في الحقيقة كان مجازًا، وذلك أن هذه الأوصاف مشتقة من أخص أسماء هذه الصفات ودالة عليها، فمتى لم توجد هذه الصفات التي وصف بها كان وصفه بذلك
_________
١ في الأصل و(ت): "يخرج" بالياء.
٢ في (ت): "الأهلية".
٣ ما ذكره الأشعري هنا من أن صفات الله أزلية قديمة صرح به جمهور أهل السنة والجماعة. قال البغوي: "ويجب أن يعتقد أن الله عز اسمه قديم بجميع أسمائه وصفاته، لا يجوز له اسم حادث ولا صفة حادثة". (انظر شرح السنة ١/١٧٩) .
وقال الطحاوي: "ما زال بصفاته قديمًا قبل خلقه، لم يزدد لكونهم شيئًا لم يكن قبلهم من صفته، كما كان بصفاته أزليًا كذلك لا يزال عليها أبديًا". (شرح الطحاوية ص٦٢) .
٤ ما بين المعقوفتين من (ت) .
٥ ما بين المعقوفتين ساقط من (ت) .
٦ ساقطة من (ت) .
٧ ذكر ابن تيمية أن وصف الله ﷿ للجدار بأنه يريد أن ينقض ليس من باب المجاز، بل هو حقيقة ومن مشهور اللغة، وذلك أن لفظ الإرادة يستعمل في الميل الذي يكون معه شعور، وهو ميل الحي، وفي الميل الذي لا شعور فيه وميل الجماد، وعلى هذا يفسر معنى إرادة الجدار للانقضاض. (انظر كتاب الإيمان ص١٠٣ من الطبعة الثالثة ١٣٩٩هـ، المكتب الإسلامي) .
1 / 122