وبعضهم يقول: «هم بمنزلة أهل الأوثان، ومن شك في شركهم فهو مشرك مثلهم، يحل منه ما يحل منهم، ويحرم منه ما يحرم منهم» (¬1) .
في منطق عظيم كثير نطقوا به، يكثر ذكره في الكتاب.
وقد مضى المسلمون (¬2) - عليهم السلام - وهم يخالفون الصفرية (¬3) ، والأزارقة (¬4) ،
¬__________
(¬1) - هذه أقوال الخوارج الغلاة، وأول من قال بها نافع بن الأزرق، وتبعته أصناف الخوارج الأخرى على ذلك. ومن أقوالهم أيضا: استحلال سبي ذراري أهل القبلة، وغنيمة أموالهم، وتحريم مناكحتهم، وموارثتهم؛ وأنزلوهم بمنزلة حرب الرسول للمشركين، وانتحلوا الهجرة، وهذا هو المنطق العظيم الذي كانوا يقولون به.
(¬2) - أي الإباضية، وانظر تعليق رقم: 4.
(¬3) - الصفرية: هم أصحاب زياد بن الأصفر، وهم من أشهر فرق الخوارج؛ ويقولون بتشريك أهل القبلة، وإن مرتكب الكبيرة مشرك، وإن التقية توجب القول دون العمل، ويوجبون الخروج على الإمام المخالف للسنة، لكنهم خالفوا الأزارقة والنجدات في عدم تكفيرهم للقعدة عن القتال، إذا وافقوهم في الدين.
... ... انظر: *جماعة العلماء: السير والجوابات، ج2/ص124، 310. *الشهرستاني: الملل والنحل، ج1/ 114، 137.
(¬4) - الأزارقة: هم أصحاب نافع بن الأزرق (ت:60ه)، من أشهر فرق الخوارج وأشدها تطرفا وعنفا، وأول من سن تشريك أهل القبلة، وانتحال الهجرة، وتكفير القعدة عن القتال، وإسقاط الرجم عن الزاني والحد عن القاذف؛ وقالوا: إن مرتكب الكبيرة كافر كفر ملة، ولم يجوزوا التقية، لا في القول ولا في العمل.
... ... انظر: *جماعة العلماء: ن.م، ج2/ص124 ، 126، 310. *الشهرستاني: ن.م، ج1/114، 118.
Shafi 20