مطلب خلافهم في خروج غيرهم من النار
ومنها أنه قال الحلي في شرح التجريد ١: " اختلف الأئمة في غير الاثنى عشرية من الفرق الإسلامية، هل يخرجون من النار ويدخلون الجنة أم يخلدون فيها بأجمعهم؟ قال: والأكثرون على الثاني، وقال شرذمة بالأول، وقال ابن نوبخت ٢: " يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة، بل هم بالأعراف. انتهى ". وهذا مبني على أن مذهبهم اعتقادهم أهل السنة كفارا أو فساقا، مع اعتقادهم أن الفاسق لا يخرج من النار أبدا؛ وهذا يستلزم تكذيب ما صح عنه ﷺ من إخراج عصاة الموحدين من النار، وما ورد في فضل السواد الأعظم الذين هم أهل السنة. وقد صح أن الصحابة وأخيار التابعين مذهب أهل السنة مذهبهم، وقولهم هذا يشبه قول أهل الكتاب، حيث قالوا: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا﴾ ٣، وكذلك هؤلاء يقولون بأفواههم: لن يدخل الجنة إلا من كان رافضيا. انظر كيف يفترون على الله الكذب، بل أفعالهم تقتضي حرمانهم عنها.
مطلب مخالفتهم أهل السنة
ومنها أنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة الذين هم على ما (عليه) رسول الله ﷺ وأصحابه أصلا للنجاة، فصاروا كلّ ما فعل أهل السنة تركوه، وإن تركوا شيئا فعلوه، فخرجوا بذلك عن الدين
_________
١ مختصر التحفة: ٢٠٧.
٢ مختصر التحفة: ٢٠٧.
٣ سورة البقرة آية: ١١١.
1 / 30