يستحيون ان يقولوا : إن من ذلك الزنا حملت بفارص ( 1 ) ابن يهوذا الذي من نسله كان داوود وسليمان عليهما السلام ، وكثير من الأنبياء كعاموص وشعيا وغيرهم .
38 - ومن عجائبهم [ 157 / أ ] انهم يقولون : عن كل نكاح كان على غير حكم التوراة فهو زنا والمتولد منه ولد زنا ، حتى إنهم يبيحون لمن تهود من سائر الأديان ان يتزوج أخته [ من ] أبيه . ثم لا يستحيون ان يقولوا إن موسى وهرون أخاه تولدا من نكاح عمران بن قاهث بن لاوي عمته أخت أبيه يوخابد ( 2 ) بنت لاوي . وأن سارة أم إسحق كانت أخت إبراهيم ابنة والده تارح ، وأن سليمان بن داود كان ابن امرأة زنى بها داود ، وولدت منه ابنا من الزنا وتزوجها أو زنى المحمى حتى لم يطلقها ( 3 ) ويقولون : إن الجمع بيت الأختين زنا ، وان وطء الإماء بملك اليمين زنا ، والمتولد من هذه النكاحات زنا ، وهم يقرون أن جميع ولد يعقوب عليه السلام كانوا من أختين نكحهما معا ، وهما ليا وراحيل ابنتا لابان ، فولدت له ليا ستة ذكور ، وولدت له راحيل يوسف وبنيامين ( 4 ) ، وأن الأربعة الباقين من ولد يعقوب ولدوا له من زلفاء وبلها ، أمتي ( 5 ) راحيل وليا ، وطئهما بملك اليمين لا بزواج أصلا ، لأن في توراتهم ان لابان أخذ عليه العهد عند كوم ( 6 ) الشهادة أن لا يتزوج على ابنته ، فكلهم من أبناء هذه الولادات . وهاتان مقدمتان تنتج ان جميع بني إسرائيل وجميع اليهود أولاد زنا . فغن قالوا : كان ذلك حلالا قبل أن يحرم ، أقروا بالنسخ ، وإن قالوا : إن ذلك خاص لبني إسرائيل مذ أنزلت التوراة ، لزمهم ترك قولهم : إن كل مولود في الأمم بخلاف حكم التوراة فهو ولد زنا ، وعلى كل حال يلزمهم أن أولاد سليمان عليه السلام كانوا أولاد زنا بحت ، لأنهم مقرون انهم كانوا من أبناء العمونيات والموآبيات وسائر الأجناس ، ورؤوس الجواليت إلى اليوم من أبناء من ذكرنا ، تعالى الله تعالى وتنزه أنبياؤه عليهم السلام عن هذه المخازي ؛ وإسحق أبوهم ، وهرون وموسى وداود وسليمان ويوسف على قول [ 157 ب ] هؤلاء الكفرة ، لعنهم الله ،
Shafi 58