وقد كان موسى يقرأ «سفر العهد» على الشعب، وهو السفر الذي أملاه الله عليه في جلسة قصيرة، مما يدل على أن ما كتبه موسى أقل بكثير مما لدينا الآن، ثم شرح هذا السفر الأول، ودون شرحه في سفر «شريعة الله»، ثم أضاف عليه يشوع شرحا آخر. وقد ضاع هذا السفر الذي يجمع بين سفر موسى وسفر يشوع، أما السفر الأصلي، فقد أدخل في الأسفار الخمسة التي لدينا الآن، ولا يمكن التمييز بينهما.
ولم يكتب يشوع السفر المسمى باسمه، بل كتبه إنسان آخر، أراد كتابة سيرته، وإثبات فضله وشهرته، وتمت الرواية إلى ما بعد موته بقرون عدة، ويوجد جزء من هذه الرواية في سفر القضاة، مما يدل على أنه كانت هناك روايات من قبل ضمت إلى العهد القديم، باعتباره تاريخا وطنيا لبني إسرائيل، أو سجلا قوميا لهم.
21
ولا يظن أحد ذو عقل سليم أن القضاة أنفسهم هم الذين كتبوا سفرهم؛ لأن مقدمة الإصحاح الحادي والعشرين تدل على أن كاتبا واحدا قد كتبه، ويعلن هذا الكاتب أنه في زمانه، لم يكن هناك أي ملك من ملوك بني إسرائيل، مما يدل على أنه لم يكتب بعد أن استولى الملوك على السلطة.
22
ولم يكتب صموئيل سفره؛ لأن الرواية تمتد إلى ما بعد موته بقرون عديدة.
23
ولم يكتب الملوك أنفسهم سفر الملوك، بل أخذ، باعتراف الملوك أنفسهم، من كتب حكم سليمان، وأخبار ملوك يهوذا، وأخبار ملوك إسرائيل، والتي تروي قصصا قديمة سابقة على عصر كاتب السفر.
24
وقد كتب هذه الأسفار كلها مؤلف واحد، أراد أن يقص تاريخ العبرانيين منذ نشأتهم حتى تخريب المدينة الأول، ويتضح هذا من تتابع الروايات، والربط بينها، وتحديد غاية معينة له، جعلت الأسفار تتميز بخصائص ثلاث: وحدة الغرض، وارتباط الروايات، وتدوينها المتأخر بعد الحوادث بعدة قرون. ويظن سبينوزا أنه عزرا
Shafi da ba'a sani ba