الذي عكف بحماس بالغ على دراسة شريعة الله وعرضها، وكان كاتبا ملما كل الإلمام بشريعة موسى. وإذن فنحن لا نجد شخصا آخر سوى عزرا يمكن الاشتباه في أن يكون مؤلف هذه الأسفار. ومن ناحية أخرى، يشهد سفر عزرا بأن عزرا لم يعكف بحماسة على دراسة شريعة الله فقط، بل عكف أيضا على عرضها.
44
ويذكر نحميا (8: 8) أنهم (أي هؤلاء الرجال) «قرءوا في سفر توراة الله جهرا مبلغين حتى فهموا القراءة.» على أن سفر التثنية لا يحتوي على شريعة موسى فحسب، أو على أكبر جزء منه على أقل تقدير، بل يتضمن أيضا شروحا كثيرة أضيفت إليه؛ لذلك، أفترض أن سفر التثنية هذا هو سفر توراة الله الذي كتبه عزرا والذي يحتوي على عرض الشريعة وشرحها الذي قرأه هؤلاء الذين يتحدث عنهم نحميا. وقد بينا بمثلين في شرحنا لفكر ابن عزرا أن هناك شروحا كثيرا قد أدخلت في ثنايا سفر التثنية. ويمكن ذكر أمثلة أخرى، كما هي الحال في الإصحاح 2، الآية 12: «وأما سعير فأقام بها الحواريون قبل بني عيسو فطردوهم وأبادوهم من بين أيديهم وأقاموا مكانهم كما صنع إسرائيل في أرض ميراثهم التي أعطاها الرب لهم.» فهذا شرح للآيتين 3، 4
45
اللتين تذكران أن بني عيسو لم يكونوا أول من نزل جبل سعير الذي أصبح ملكا لهم، بل إنهم استولوا عليه من سكانه الأولين، وهم الحواريون، بعد أن أجبروهم على الفرار وقضوا عليهم كما فعل الإسرائيليون مع الكنعانيين بعد موت موسى. وكذلك أضيفت الآيات 6، 7، 8، 9، من الإصحاح 10
46
وأدخلت في نص شريعة موسى. فالحق أن كل فرد لا بد أن يدرك أن الآية 8 التي تبدأ على هذا النحو: «في ذلك الوقت فرز الرب سبط لاوي.» ترتبط ضرورة بالآية 5،
47
لا بموت هارون، وأن السبب الوحيد الذي لأجله تحدث عزرا هنا عن هذا الموت هو قول موسى في قصة العجل الذهبي الذي عبده الشعب (انظر: 9: 20)
48
Shafi da ba'a sani ba