46
بحيث لا يفعل الناس الخير طبقا لوصايا الشريعة بل بأمر حازم من النفس، أي أن بولس يدعو إلى النظرية نفسها التي ندعو إليها. وعلى ذلك، فعندما يقول: «لقد اؤتمن اليهود وحدهم على كلمات الله.» يجب أن نفهم من ذلك
47
أن اليهود وحدهم هم الذين أودعت لديهم الشريعة مكتوبة، على حين حصلت سائر الأمم على الوحي والأمانة في الروح فقط، أو ينبغي أن نقول: (ما دام بولس يأخذ على عاتقه الرد على اعتراض لا يمكن أن يكون قد صدر إلا عن اليهود) إن بولس قد وضع نفسه، في رده، على مستوى فهم اليهود ، وتحدث طبقا لمعتقداتهم الموروثة الشائعة لديهم. والواقع أن بولس، لكي ينشر تلك التعاليم التي أدرك هو ذاته جزءا منها،
48
وعرف جزءا آخر عن طريق السمع. كان يونانيا مع اليونانيين، يهوديا مع اليهود.
لم يبق لنا إلا أن نرد على هؤلاء الذين يحاولون إقناع أنفسهم لأسباب شتى بأن اختيار اليهود لم يكن وقتيا يتعلق بالدولة وحدها بل كان أزليا. هؤلاء يقولون: إننا نرى اليهود الذين تشردوا، بعد انهيار إمبراطوريتهم، في كل مكان، وانفصلوا عن باقي الأمم، قد احتفظوا مع ذلك بكيانهم طوال هذه السنين، وهذا ما لم يحدث لشعب آخر. وفضلا عن ذلك، يخبرنا الكتاب - على ما يبدو - في مواضع كثيرة بأن الله قد اختار اليهود إلى الأبد، ومن ثم فإنهم سيظلون أصفياء الله بالرغم من انهيار إمبراطوريتهم. وهذه هي النصوص الرئيسة التي يبدو أنها تؤيد هذا الرأي: (1) إرميا (31: 36)،
49
حيث يؤكد النبي أن بذرة إسرائيل ستظل أمة الله إلى الأبد ويشبه اليهود بالنظام الثابت للسموات وللطبيعة. (2) حزقيال (20: 32)،
50
Shafi da ba'a sani ba