رسالة الاجتماع والافتراق في الحلف بالطلاق
رسالة الاجتماع والافتراق في الحلف بالطلاق
Bincike
محمد بن أحمد سيد احمد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1408 AH
Nau'ikan
المجاهد لإحياء الشريعة وشجّعته في جهاده ببرّها وعطفها وحنانها، وعندما ذهب إلى مصر كاتبها برسائل تفيض عطفاً وحناناً وحسناً ووفاءً حتى يخفّف عنها بعض آلامها ببعده عنها(١).
قال العلامة ابن كثير في تاريخه: لقد عمّرت - والدة الشيخ تقي الدين بن تيميَّة - فوق السبعين سنة ولم تُرزق بنتاً قط. توفيت يوم الأربعاء العشرين من شوّال سنة ٧١٦ هـ ودفنت بالصوفية، وحضر جنازتها خلق كثير وجمّ غفير. رحمها الله تعالى(٢).
مولده ونشأته :
أما مولده فكان في حرّان يوم الاثنين ١٠ ربيع الأول سنة ٦٦١ هـ، وبقي بها إلى أن بلغ سبع سنين، ثم انتقل به والده رحمه الله إلى دمشق - عند جور التتار - فنشأ بها أتمّ إنشاءٍ وأزكاه، وأنبته الله أحسن النبات وأوفاه، وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة، ودلائل العناية فيه واضحة، ولم يزل منذ إيَّان صغره مستغرق الأوقات في الجد والاجتهاد. وختم القرآن صغيراً، ثم اشتغل بحفظ الحديث ونسخ جمله. وتعلّم الخط والحساب. ثم أقبل على الفقه. وقرأ العربية على ابن عبدالقوي، ثم فهمها وبرع فيها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهمه وبرع في النحو. وأقبل على التفسير إقبالاً كليّاً حتى سبق فيه. وأحكم أصول الفقه. مع ملازمته مجالس الذكر وسماع الأحاديث والآثار. كلَّ هذا وهو ابن بضع عشرة سنة، فانبهر الفضلاء من فرط ذكائه، وسیلان ذهنه وقوة حافظته وإدراكه.
قال الذهبي: ((نشأ في تصوّنٍ تام، وعفاف وتعبّد واقتصاد في الملبس والمأكل)). وكان رحمه الله يحضر المدارس والمحافل في صغره فيناظر ويُفحم الكبار. وأفتى وله أقل من تسع عشرة سنة. وقلّ كتاب من فنون العلم إلا وقف
(١) انظر ابن تيمية حياته وعصره، آراؤه وفقهه للشيخ محمد أبو زهرة ص ١٩.
(٢) انظر البداية والنهاية لابن كثير ٨١/١٤.
17