Yashi Mai Raira Waƙa
الرمال المغنية
Nau'ikan
ما السبب الذي يمكن أن يستدعي وجود أي قيد أو شرط في سروره هذا الصباح، في فرحه بالذهاب لصيد السمك؟ ربما لا تمثل أسماك السلمون البنية المرقطة فكرته عن المنافسة الرياضية، لكنه كان مسرورا جدا بأنه سيمضي يومه ممسكا بصنارة في يده حتى ولو لم يتمكن من اصطياد أي شيء. كان مسرورا كثيرا لوجوده في العراء، مفعما بالحياة وخالي البال، والحيوية المألوفة للتربة الخثية تحت قدميه، والتلال أمامه. لماذا يوجد في خبايا عقله هذا القدر اليسير من النفور؟ لماذا أراد أن يتسكع حول المزرعة، بدلا من أن يأخذ قاربا ويخرج به في بحيرة لوخان دهو طوال اليوم؟
كانا قد سارا مسافة ميل قبل أن يخرج السبب من غلاف عقله الباطن. لقد كان يرغب في البقاء في منزل بلدة كلون اليوم ليتمكن من الاطلاع على الصحيفة اليومية حين تصل.
كان يرغب في أن يحصل على معلومات عن راكب المقصورة «بي 7».
كان عقله الواعي قد أسقط راكب المقصورة «بي 7» من ذاكرته، مع معاناته في الرحلة وذكرى إذلاله. لم يتذكره على نحو واع منذ اللحظة التي ارتمى فيها على السرير عند وصوله حتى الآن؛ أي بعد ما يقرب من أربع وعشرين ساعة. لكن راكب المقصورة «بي 7» كان لا يزال مصاحبا له، على ما يبدو.
سأل بات، الذي كان لا يزال صامتا ويتصرف على أفضل نحو لديه ومتأخرا عنه بخطوة واحدة: «متى تصل الصحيفة اليومية إلى كلون في هذه الأيام؟»
فرد بات: «إن كان جوني هو من يحضرها فتصل في الساعة الثانية عشرة، لكن إن كان كيني فغالبا ما تصل قرب الواحدة.» ثم أضاف بات وكأنه مسرور لإدراج الحديث في نمط تلك الرحلة: «يتوقف كيني ليتناول كأسا من الشراب في دالمور، شرقي الطريق. إنه يذهب إلى حانة ماكفادينز كريستي.»
قال جرانت لنفسه إن العالم الذي تنتظر فيه أخبار أحداث الأمة كيني حتى يتناول كأسا من الشراب في حانة ماكفادينز كريستي هو عالم بهيج جدا. لا بد أن هذا العالم كاد أن يضاهي الفردوس فيما قبل ظهور الراديو. «التي تحرس الطريق إلى الفردوس.»
الرمال المغنية.
الوحوش المتكلمة،
والأنهار الراكدة،
Shafi da ba'a sani ba