285

Rijal

رجال الكشي مع تعليقات الميرداماد - الجزء1

Nau'ikan

رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجلا من خيار المسلمين، فلما توفى علي (عليه السلام) أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل الى هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته، ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.

فبعث اليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه، وأن عليا هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟

قال محمد بن أبي حذيفة: انك لتعلم اني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك، قال: أجل.

قال: فو الله الذي لا إله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان وألب عليه غيرك لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والانصار ان يعزلك فأبى، ففعلوا به ما بلغك، ووالله ما أحد أشرك في قتله بدئيا ولا أخيرا الا طلحة والزبير وعائشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة وألبوا عليه الناس، وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار والانصار جميعا، قال: قد كان ذاك.

قال: والله اني لا شهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ما زاد الإسلام فيك قليلا ولا كثيرا، وان علامة ذلك فيك لبينة تلومني على حبي عليا كما خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وأنصاري، وخرج معك أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء، خدعتهم عن دينهم، وخدعوك عن دنياك، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت، وما خفي عليهم ما صنعوا، اذا حلوا أنفسهم بسخط الله في طاعتك، والله لا أزال أحب عليا لله، وأبغضك في الله وفي رسوله أبدا ما بقيت.

قال معاوية، واني أراك على ضلالك بعد، ردوه، فردوه وهو يقرء في السجن

Shafi 287