لكني في الصباح سمعت من أحد الطلبة العرب أن مؤتمرا هاما سيعقد في جامعة إلينوي، ووجدتني داخل الأتوبيس المتجه إلى شيكاجو. •••
وقفت وسط سبعمائة طالب وطالبة ننشد بصوت واحد باللغة العربية:
نحن الشباب لنا الغد
ومجده المخلد
شعارنا على الزمن
عاش الوطن عاش الوطن
بعنا له يوم المحن
أرواحنا بلا ثمن.
على المنصة الرئيسية كان يجلس ممثلو البلاد العربية، وحاكم ولاية إلينوي، وعميد الجامعة، وممثلو الاتحادات الطلابية الأمريكية والعربية، وكان رئيس منظمة الطلبة العرب طالب مصري اسمه أسامة الباز، وعدد الطلبة العرب في الولايات المتحدة حينئذ كان سبعة آلاف طالب وطالبة، وكان الدكتور فايز الصايغ أحد المحاضرين في المؤتمر، هو فلسطيني درس في أمريكا الفلسفة، وتولى دائرة الأبحاث الفلسطينية في الولايات المتحدة في عام 1955، ثم عين أستاذا لشئون الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1958، وكلفته منظمة التحرير الفلسطينية بتأسيس مركز للأبحاث الفلسطينية في بيروت، قرأت بعض مؤلفاته عن الاستعمار الصهيوني في فلسطين، والحياد وعدم الانحياز، وفلسفة الاشتراكية عند جمال عبد الناصر، وضباب البورقيبية، طرد أكثر من مرة من الجامعات الأمريكية، الصهيونيون كانوا يحاربونه ويحاولون إقناع المسئولين بطرده بحجة أنه يستغل منبر التدريس للقضية الفلسطينية.
وفي إحدى القاعات كان الدكتور عزت طنوس يشرح لبعض الطلبة العرب مشكلة تحويل مجرى نهر الأردن، هو طبيب فلسطيني تخصص في طب الأطفال عام 1920. بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين سافر إلى لندن وأنشأ المركز العربي في لندن، وغادر لندن في عام 1940 إلى القدس، وعين أمينا لبيت المال في الحركة الوطنية الفلسطينية بالقدس، وفي عام 1965 أصبح مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في نيويورك.
Shafi da ba'a sani ba