وتساءلت: لماذا؟
وقال: لأن روحك الآن لبست جسد بارفاتي وأذرعتها، وكأنما كنت على وشك التصديق وقلت: أجل، ربما، على أي حال عقلي لا زال غير مقتنع، لكني أحس في هذه اللحظة أنني الإلهة برافاتي أو ربما الإلهة إيزيس، على أي حال كلهن إلهات!
وضحك شاندري ضحكته الصامتة كالشهيق أو الزفير، ولمعت أسنانه في المساحة السمراء وقال: وكلهن خائنات! في كل تاريخ الإلهات ليس هناك إلهة واحدة مخلصة لزوجها، وكلهن مثل الإلهة برافاتي، ولكل واحدة منهن طفل مثل «جانيش».
وقلت: ألهذا السبب لم تتزوج يا شاندري؟ وشحب وجهه الأسمر: لا، ولكني حين أتزوج سأختار امرأة من وسط العبيد وليس من وسط الإلهات؛ فالعبودية تعلم المرأة الإخلاص لزوجها حتى بعد موته؛ فهي تلقي نفسها في المقبرة معه ولا تتركه يدفن وحده.
قلت: وأنت زوجها هل تلقي نفسك في المقبرة إذا ماتت هي قبلك؟ حك شاندري رأسه بطرف أصبعه وأطرق إلى الأرض صامتا كأنما يستجمع أفكاره أو ذاكرته من زمن سحيق، ثم قال: المرأة هي سبب الخطيئة وسبب الموت، وهي المسئولة عن موت زوجها إذا مات قبلها؛ ولهذا أمرنا الآلهة بأن تدفن الأرملة مع زوجها في المقبرة نفسها، وإذا عاشت الأرملة بعد زوجها فهي تسبب الفساد والكوارث.
انظري ماذا فعلت بنا أنديرا غاندي! منذ أن تولت السلطة هذه الأرملة وجميع الآلهة غاضبون علينا.
وتساءلت: جميع الآلهة في الهند؟ أم في بلاد أخرى؟ وانفرجت شفتاه عن شهقة سريعة: ماذا تقصدين؟
وضحكت: لا أقصد شيئا، مجرد محاولة لمعرفة إذا ما كان الآلهة في الهند يتفقون في هذا الرأي مع الآلهة في بلاد أخرى من العالم.
بدأ اللون الأحمر يتصاعد إلى بشرته السمراء وهز رأسه: ربما تؤمنين بآلهة أخرى وهذا حقك، لكن آلهة الهند لا يحبون الأرملة؛ لأنها سبب موت زوجها، لكن الرجل ليس سبب موت زوجته؛ فهي تموت بسبب أخطائها وتكفيرا عن ذنبها، ومن حق زوجها أن يتزوج امرأة أخرى بعد موتها، هذا هو قانون الحياة، ألديك اعتراض على قانون الحياة؟
وقلت: أتقصد أن قانون الحياة هو أن تدفن الأرملة مع زوجها الميت في مقبرة واحدة؟ قال: أتعترضين على دفنهما في مقبرة واحدة؟ بعض الأديان تعترض على دفن النساء مع الرجال في مقابر واحدة، ولا بد من دفن النساء في مقابر خاصة بهن.
Shafi da ba'a sani ba