فرسخ. ولما تحط فيها القوافل رحالها ، يذهب اثنان أو ثلاثة من كبار التجار مع الكروان باشي بحسب العرف ، لزيارة الخان ( Kan ). ويسر الخان كثيرا أن تسلك القافلة هذا الطريق. ويخلع على الكروان باشي وعلى من برفقته خلعة تشريف ، تتألف من كالات ( Calaat ) وعمرة ( Bonnet ) ومنطقة (Girdle) وهذا غاية التشريف الذي يتفضل به الملك أو حكامه على الأجانب.
ومن سلماس إلى تبريز : أربعة أيام
فالرحلة من حلب إلى تبريز تستغرق في هذا الطريق اثنين وثلاثين يوما ومع أن هذا هو أقصر السبل وأوفقها لقلة ما يدفع في أثنائه من الرسوم ، فإن التجار لا يجرؤون كثيرا على سلوكه خشية أن ينالهم سوء من معاملة البكات لهم.
وطهران ( Teren ) التي يسمي الفرس عاصمتها شهريار ( Cherijar ) ولاية بين مازندران ومنطقة الفرس القديمة المعروفة اليوم باسم هراة ( Hierac) (1 )، وهي في جنوب شرقي أصفهان. هواؤها طيب يختلف عن هواء جيلان. ويقصدها الملك طلبا لنقاوة الهواء والتماسا للصيد ، هذا إلى أن أشهى الثمار متوافرة في كثير من أنحائها. وعاصمتها التي يسميها بعضهم باسم الولاية متوسطة السعة ، ليس فيها ما يستحق الملاحظة. إلا أن على نحو فرسخ منها خرائب مدينة كبيرة كان محيطها فرسخين ، وأقسام من السور قائمة ، ورأينا جملة حروف منقوشة في الأحجار التي كانت مثبتة في السور ، ولكن لا الترك ولا الفرس ولا العرب يتمكنون من قراءتها (2). وهذه المدينة مستديرة ، تقع على تل عال في قمته خرائب حصن يزعم الأهلون هناك أنه كان مسكنا لملوك فارس.
Shafi 87