سوى الخرائب (1). لقد بقينا اثنتي عشرة ساعة هذا اليوم فوق الماء ، ورسونا عند ضفة دجلة حسب العادة.
وفي اليوم الثالث والعشرين ، مكثنا عشرين ساعة في الماء ، ولم نشاهد طول اليوم على جانبي النهر شيئا غير أكواخ حقيرة من سعف النخل ، يسكنها بعض الفقراء الذين يديرون ناعورا لسقي الأراضي المجاورة. والتقينا في ذلك اليوم أيضا بنهر يدعى العظيم ( Odoine ) الذي يصب في دجلة في جانب كلدية القديمة.
وفي اليوم الرابع والعشرين ، لبثنا اثنتين وعشرين ساعة في الماء لم نغادر في أثنائها الكلك ، والسبب في ذلك أن التجار أخرجوا من الكلك كل ما عندهم من نقود وأحسن ما لديهم من بضاعة وسلموها إلى أبناء تلك البقعة الذين يحملونها بأمانة عظيمة إلى بغداد حيث يريد التجار بيع سلعهم. ويعمد التجار إلى ذلك تهربا من دفع خمسة بالمائة في المدينة (بغداد). ولقد أمنت أنا أيضا عندهم عدة أشياء قدموا لي بها حسابا دقيقا كما فعلوا مع الآخرين ورضوا لقاء أتعابهم بشيء زهيد.
وفي اليوم الخامس والعشرين ، انتهينا نحو الساعة الرابعة صباحا ، إلى مدينة بغداد التي تعرف عادة باسم بابل ، تفتح أبواب المدينة في الساعة السادسة ، فيجيء رجال الجمرك ليدونوا ثبتا بالسلع ويفتشوا التجار أنفسهم ، فإن لم يجدوا معهم شيئا ، سمحوا لهم بدخول المدينة. أما إذا كان عليهم ما يجب تأديته من رسوم ، فإنهم يأخذونهم إلى دار الجمرك ويدونون ما معهم من سلع ويدعونهم يذهبون. ويحمل إلى الجمرك أيضا جميع ما في الكلك من السلع التي يذهب التجار لتسلمها من هناك في خلال يومين أو ثلاثة أيام بعد دفع ما عليها من رسوم الجمرك. وهذا كله يتم بنظام تام ، دون ما جلبة ولا ضوضاء.
ومع أن مدينة بغداد تعرف عادة باسم بابل ، فإنها تبعد مسافة كبيرة عن
Shafi 57