* الفصل الخامس
* (من الكتاب الثاني من الرحلة)
* نسخة الكلام على الطريق من نينوى إلى أصفهان
بعد أن عبرنا دجلة ، نزلنا في مكان على مسيرة ثلاثة أرباع من نينوى منتظرين تجارا أزمعوا على السفر مع قافلتنا. ولم نسلك الطريق المعتاد إلى بلاد فارس ، بل سرنا في طريق يقل فيه دفع الرسوم ، ذلك إلى كونه أقصر مسافة. وتقطع القافلة ما بين حلب وأصفهان بثمانية وخمسين يوما. إننا من ضفاف دجلة حتى المكان الذي نزلنا فيه مساء ذلك اليوم ، لم نمر بغير خرائب متصلة ، مما حملني على الاعتقاد أنها البقعة التي كانت تقوم فيها نينوى القديمة.
وقد مكثنا يومين قرب المسجد (1). والذي يتناقله المسلمون ، إن يونس دفن فيه. لقد اخترنا رجلا كرديا أي أشوريا (2) ليتزعم قافلتنا (أي يصير كروان باشي). ومع أنه يشك في أمانته فقد كان اختيارنا له ضربا من السياسة ، لأنه كان علينا اجتياز بلاد آشور القديمة التي تسمى الآن كردستان ، وهذه بقعة يتكلم أهلها لغة خاصة بهم.
وفي اليومين الأولين من السفر ، عبرنا جدولين يأتيان من الجبال ويصبان في دجلة. وكان أول سفرنا في بسيط من الأرض بموازاة ضفة جدول. وفي مساء اليوم الثاني نزلنا عند نهر كبير ينحدر من الجبال الشمالية ويجري جنوبا فيصب في دجلة ، ويسمى بهرز (3) ( Bohrus )، وتياره سريع عنيف ، وهو زاخر
Shafi 45