كان اثنان من الارمن ، من اصدقاء الماركيز المذكور ، قد هجم عليهما اعراب الصحراء ، فضربوهما في الرأس وفي الساعد الايسر ، بالرغم من انهما كانا في عداد افراد القافلة المؤلفة من اكثر من مئة مسافر ، لذا كانا يقولان لنا ، انكم ان سافرتم بطريق الصحراء فستلاقون حتفكم من كل بد ، وهذا ما اكده سباهي (1) الوالي ، وهو فرنجي الاصل من مدينة تريفزو (2)، الذي عاد من اطراف الموصل ، وقد جرح جرحا مؤلما في كتفه اليمنى ، وكان يردد انه متى ما تم اخضاع الاعراب ، فمن الضروري التوجه لاخضاع التركمان الذي كانوا يتجولون في جهات حلب.
كان كارلو (خادمنا) سبب نفوق احسن خيولي ثم تمرض حصان آخر ، واصبح كارلو واسكندر اكثر وقاحة مما كانا عليه من قبل. ولم نتمكن من العثور على دليل جديد ، وحدث في تلك الايام ان قافلة بارحت بغداد متوجهة الى ايران ، فما ان عبرت باب المدينة حتى هوجمت ، وتبلبل افرادها شذر مذر ، وكانت الخسارة نحو 5000 قرش اضافة الى موت بعض المسافرين! وقيل ان اللصوص هم من اتباع الوالي المقربين!
ان هذه الحوادث المتتالية حفزتنا على السفر باسرع ما يمكن في طريق الصحراء مهما كان الخطر فاجتمعنا للمشاورة ، لكننا لم نصل الى قرار ، واجمعت اراء الاكثرية على العودة الى البصرة ، او الذهاب الى اصفهان ، فينتظر اياما احسن وفرصا مواتية في السنة القادمة ، او ان نرجع من جديد الى الهند.
اخيرا ، رأينا ان نقدم خدمة لله تعالى مع ما فيها من خطر على حياتنا ، فقررنا ان نقوم بها.
فوجدنا دليلا يمكن الركون اليه ، رغم افتقاره الى الخبرة الكافية في
Shafi 65