مصر فقد ظهرت منذ استقرار العثمانيين بها ، فبعد أن مكن الله السلطان سليم من فتح مصر ودانت له ، يقول أوليا :
وبإذن من علماء مصر جميعا أدى صلاة الجمعة هو وكل أعضاء الديوان فى جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة ، واجتمع هناك مائتا ألف رجل لأن فى ذلك اليوم كان حضور الشيخ أبو السعود الجارحى والشيخ مرزوق كفافى وبإذنهما الشريف تلى الشيخ أبو العلا الخطبة باسم سلطان البرين وخاقان البحرين خادم الحرمين الشريفينين سليم خان ابن بايزيد أيد الله سلطنته إلى آخر الزمان. وبإذنهما الشريف سكت العملة وكتب عليها «صاحب النصر ، ضارب النصر غرو النصر فى البر والبحر السلطان سليم خان بن بايزيد خان عز نصره سنة 922» وبعد ذلك جمع سليم ذات يوم الديوان السلطان وحضره جميع أعضائه على تفاوتهم فى السن والرتبة ، ووضع سليم يده فى يد خير بك وأجلسه على سرير الخلافة ووضع على رأسه العمامة المعروفة بسليمى وريشة نفيسة ، وعلى ظهر خلعة فاخرة من السمور ، وحول خصره منطقه مرصعة تعلق فيها خنجر مرصع وحرص سليم على أن يلبسه كل ذلك بنفسه ، ورفع يده بالدعاء وقال : لقد جعلتك يا خير بك وزيرا ونائبى فى هذه الدولة وسأرى كيف تخدم الإسلام ، فأنا لا رغبة لى فى شيء من مصر ، لقد ظفرت بلقب خادم الحرمين الشريفين وكفى.
ووقف جميع محاصيل مصر على النبى صلى الله عليه وسلم فاشهدوا من الآن فصاعدا يا خير بك أنت مولى هذا الوقف فأحسن خدمته.
ثم وضع السلطان سليم قانونا تسير عليه الإدارة فى مصر كان من أهم ما جاء فيه التالى :
جعل مائة من الأغوات بكوات الشراكسة ، وأمر ألا يجتمع الديوان ثلاثة أيام فى الأسبوع وأيام العطلة هى الجمعة والسبت والأربعاء ، ويحضر قاضى العسكر الديوان خمسة أيام ، ومن أجل الديوان فى كل يوم كيسان من دنانير. ويقدم ثلاثة آلاف صحن من طعام ، ويطعم كل أعضاء الديوان والخدم والآتون من بعيد وجعل سليم ذلك قانونا ، ولشاويشية الديوان كل يوم خمسة خراف وأردب من أرز وكيلتان من العدس
Shafi 31