والأربعين من عمره الآن أن تكون له ذرية في المستقبل ، ولذلك يعتبر رسول (1) بك خليفته من بعده.
ويبدو أن الدكتور قد عومل بحقارة في دمدم التي عاد منها إلى أربيل لينتظر فيها أوامر المير الجديدة بشأنه. وقد وجد في طريقه إلى هناك أن سكان إحدى القرى كانوا يأتون بأطفالهم إلى امرأة عجوز مرت بالقرية صدقة ، فأخذت تنفخ صلواتها عليهم وتنعم عليهم بقطع من الخرق البالية والنقود التي كانت تباركها أيضا ، فتعلق برؤوس الأطفال على شاكلة الرقى والتعاويذ ضد النحس ودفعا للشر. وقد وجد الدكتور أن الأكراد مثل سائر الجبليين كلهم لهم عقيدة قوية بالخرافات. «فكل تل وكل قمة كان له عفريته الخاص ، وهناك بالقرب من راوندوز مغارة ملأى بالعفاريت» فقد سمع من هناك في 1831 م هدير مدافع وهي تطلق في اتجاه البلدة ، فأعقب ذلك انتشار الطاعون في الحال. وظلت الأخبار تنتشر عن هذا الحادث لمدة شهر أو شهرين حتى انقطعت فجأة هي والطاعون مرة واحدة. وقد أيد هذا عدد من الناس المحترمين وعدوه شيئا حقيقيا.
وتدل الملاحظات التي توصل اليها الدكتور روص في طريقه إلى أربيل ، وبعد وصوله إلى هناك بمدة من الزمن ، على أن الضيافة الكردية لم ترق له كثيرا. إذ يظهر منذ اللحظة التي أوصله فيها مهمنداره بايزيد بك إلى دمدم وتخلى عنه فيها أن تبدلا في غير صالحه قد طرأ على المعاملة التي كان يعامل بها نظرا لعدم وجود من يجبر الفلاحين الغلاظ على السلوك الحسن معه. فهو يقول : «انهم أناس لطيفون بمقدار كاف حتى يجبرون على رفع الكلفة ، وعند ذلك تبدو طبيعتهم المتجهمة فلا يوجد عندهم سخاء حقيقي ولا إكرام للضيف وهم يختلفون بذلك تمام الاختلاف عن القبائل العربية التي تعطي ما عندها عن طيبة خاطر ، وتتسابق فيما بينها لتقديم الهدايا». ومع ذلك فإنهم لو لم يؤخذوا من مخيم لآخر بصفتهم أصدقاء الشيخ فإن نفس الأشخاص الذين
Shafi 21