فرووا روايات مؤسفة عن الحالة العامة هنا ، لكنها لم تكن اسوأ مما تدل عليه المظاهر وتؤيده. وبعد ذلك ذهبت لزيارة الباشا الذي ألفيته في خيمته محاطا بعدد من الأكراد الوسيمين ، ولكن من دون مظهر فخم أو أبهة ذات شأن مسكين الرجل! إنه لا قبل له بذلك. فإن باشوية السليمانية الصغيرة ، غير الغنية مطلقا ولا القوية ، كانت فريسة لمجموعة من النكبات التي أنزلتها إلى حضيض التعاسة. فقد داهمتها أولا النزاعات العائلية ، أي الحرب الأهلية الناشبة بين أخوين ينشدان التفوق والسلطة. فأدى ذلك إلى تدخل أجنبي بطبيعة الحال ، ووقعت الباشوية التي كانت تابعة إلى باشوية بغداد من قبل في أيدي أمير كرمنشاه الإيراني محمد علي مرزا. على ان النزاعات الداخلية والهياجات ظلت مستمرة ، حتى أضعفت الفريقين بحيث إن جارهما مير راوندوز (1) وجد من المناسب بعد موت محمد علي مرزا ان يكتسح البلاد ويلحق جزءا غير يسير منها بإمارته. فسبب له ذلك حربا مع الحكومة الأذربيجانية التي فرضت سلطتها على هذه الجهات ، وحتمت على السليمانية المنكودة الطالع ان تقوم بأود الجيش الإيراني علاوة على دفعها الأتاوي للإيرانيين. ثم داهم البلاد الطاعون (2) الذي افنى ما يزيد على نصف السكان في البلدة وما يحيط بها من الريف. اما النصف الثاني فقد هاجر من استطاع منهم ان يترك البلاد إلى أماكن
Shafi 32