وطولها ١٤٥ كيلومترًا وعرضها ٤٥ ومساحة الجبل كلّه تبلغ ٦٥٠٠ كيلومترًا مربعًا. وأمّا حدوده فمن الشمال متصرفيّة طرابلس، ومن الشرق أقضية بعلبك وراشيا وحاصبيا، ومن الجنوب قضاء صيدا، ومن الغرب بيروت وشاطئ البحر. أمّا سكانه فقد ذكرنا عددهم فيما تقدّم. وفي لبنان أنهار وجداول كثيرة، من أشهرها نهر قديسا، وهو ينبع من قرية بشرى ويمرّ على مقربة من أهدن وزغزته في قضاء البترون، ويدخل مدينة طرابلس حيث يسمّى عند أهل هذه المدينة بأبي علي، ويروون من مائه البساتين، وهو يصبّ في البحر عند طرابلس، وطوله ٣٨كيلومترًا.
حاصلات لبنان
وأما حاصلاته فقليلة لأن أرض الجبل في بعض جهاته صخرية غير معدّة للغرس ولا متهيّئة للزراعة، وقد تعب الأهالي كثيرًا في إعداد أرضه للزراعة بقطع الصخور العظيمة ليزرعوا تحتها وقد حاولوا أيضًا غرس شجر السنوبر تحت نفس الصخور في عدّة مواضع منه، ومن محاصيله المهمّة القمح والحمّص والشعير والعدس، وكلّ الأهالي تقريبًا يشتغلون بالحرير ويقال أنّه يوجد في ذلك
الجبل نحو ١٤٧ معملًا لذلك ولهذا هم يكثرون من غرس التوت حيث أنّ دود القز يتغذّى من ورقه، ومن محاصيله المشهورة أيضًا التين والعنب ويقال أن التين اللبناني أحلى مذاقًا وألذّ طعمًاَ من كلّ أنواع التين سواء في الشام وغيره.
هواء لبنان
أمّا هواؤه فإنّه لم يبق لي موضع لأن أصفه بالطبع بعدما شهد له الأطباء الشرقيّون والغربيّون قديمهم وحديثهم. وعلى الجملة فإن السائح الّذي يريد أن يكتسب صحّته وعافيته ويمتّع نفسه بمناظر العيون والجداول والينابيع والأحراش لا يجد مصيفًا طبيعيًا خيرًا من لبنان. ويقال إنّ أحسن بلاده موقعًا وهواء، وأكثرها جمالًا وثروة، البلد المسمّى زحلة.
1 / 62