ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون (7)؟ ثم جاء التحريم القطعي لشربه بعد أن سهل عليهم تركه في قوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون (8)، فانتهى الناس عن شربه وكسروا الدنان التي كانوا يعتقونه بها، فأنت ترى أن الخمر الذي اشتد ضرره، وخبث أثره، قد حرمه الله تعالى، على يد النبي عليه الصلاة والسلام، تحريما تدريجيا، بآيات في القرآن، جارية على سنته تعالى في تكميل الإنسان، بتصحيح عقائده، وإصلاح أعماله. فلو أنكم جريتم على هذه السنة، ودعوتم إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة، لأطفئت بينكم وبين خصومكم هذه الفتنة، وأسبغ الله عليكم النعمة، نعمة التأليف المذكورة في قوله تعالى: واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا (9) فتقبل هذه النصيحة بقبول حسن، وقال إنها والحق يقال: غالية الثمن، قلت: ثمنها العمل بها، وسترى إن شاء الله حسن أثرها، وتتلذذ باقتطاف ثمرها إن شاء الله تعالى.
Shafi 38