249

صخور ، منها كتابة ممحوة بعض كلماتها ، فهمنا منها أنه كان أصاب البلاد قحط ، وأمطروا بعد ذلك.

ورأينا كتابات على الصخور في طريق الطائف إلى وادي محرم ، وقد تقدم أننا رأينا خطوطا كوفية ، وأخرى من القرن السادس في سيدنا عكاشة من أرض الوهط.

قيل لي : إن بين المدينة المنورة وحائل كتابات كثيرة ، ولا أعلم هل هي من الخط الكوفي ، أو من الخط النبطي ، أو من خطوط أخرى؟ وغاية ما يدرك الإنسان من كثرة هذه الخطوط في جزيرة العرب أنها كانت حافلة بالسكان ، بالغة الشأو الأقصى من العمران ، وأن الفتوحات الإسلامية أثرت في درجة عمرانها ، فغلبت عليها البداوة في التالي ، ويظن بعضهم أن هناك أسبابا طبيعية أيضا ، تقلص به العمران : من غيض مياه ، ونضوب أنهار جارية ، وما أشبه ذلك مما حدا العرب إلى الجلاء والتفرق في الأقطار.

ونعود إلى الطائف فتقول : إن عمرانها كان قبل الحرب العامة أكثر منه اليوم بكثير ، وأنه بسبب الحرب بين الشريف حسين والأتراك ، ثم بينه وبين النجديين خرب جانب كبير منها ، ونزح أكثر سكانها.

* * *

Shafi 285