وبجانب المسجد قبة فيها قبر حبر الأمة عبد الله بن عباس رضياللهعنهما ، إلا أن الوهابيين أزالوا القبة ، وأبقوا القبر ، وذلك بحسب عادتهم في هدم القباب ، وكراهية زيارتها على الوجه الذي اعتاده كثير من العوام وبعض الخواص من الاستغاثة والتوسل وتقبيل الحجارة وما شاكل ذلك ، مما هو خلاف الشرع ، ولا يسمعون فيه لومة لائم (1).
ولما كنت هناك زار الطائف قاضي القضاة بمكة الشيخ عبد الله بن حسن ، وهو من ذرية الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فرأى بجانب الضريح العباسي خلف الجدار شجرة سدر صغيرة ، فأمر بقطعها ، خشية أن يتبرك العوام بها. ولا إنكار أن الوهابيين يبالغون في الهدم والقطع والنقض والقلع كلما مروا بقبة ، أو مزار ، أو شجرة تعلق عليها خرق ، وتقشعر جلودهم من هذه المناظر ، ولكني مع اعترافي بغلوهم في هذا الأمر ، لا أراهم حائدين فيه عن سنن الشرع القويم.
وإني لأروي للقراء قصة جرت معي في تلك الأرض ، وهي أني كنت وجماعة من إخواني نتنزه في الوهط ، قرية عمرو بن العاص المشهورة ، وهي على نحو ساعة ونصف من الطائف ، إلى جهة جبل
Shafi 213