وطُفْتُ سبعًا بِها لاثمًا ... يمينَ ربِّي هيئة المستبيحْ
ويا له من حجرٍ أسودٍ ... كأنه الخالُ بخدِّ المَليحْ
٤ - فصل فيما جاء في الحَجَر والركنين والملتزم
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ في الحجر الأسود: "واللهِ! ليبعثَنَّهُ اللهُ يوم القيامة وله عينان يُبصِر بهما، ولسانٌ ينطِقُ به، يشهد على من استلمه بحق" أخرجه الترمذي، وحسَّنه أَبو حاتم. وفي رواية في الحجر: أنه يشهد لمن استلمه وقَبَّلَه من أهل الدنيا، وأنا شافعٌ مشفَّعٌ، وسنده حسن. عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله ﷺ: "يأتي الركن اليماني يومئذ -يعني: يوم القيامة- أعظمَ من أبي قبيس، له لسانٌ وشفتان، وإنه كان أشدَّ بياضًا من الثلج حتى سَوَّدته خطايا أهل الشرك، ولولا ذلك ما مَسَّه ذو عاهة إلا شُفي" رواه أحمد، والحاكم، وسنده حسن. وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: "مسحُ الحجر والركن اليماني يَحُطَّان الخطايا حطًا" رواه أحمد، وابن حبان، والترمذي، معناه: وإنهما يُبعثان يوم القيامة، ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء، وإن عنده تسكب العبرات، وإنه والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، وإن الله طمس نورهما، ولولا ذلك، لأضاء ما بين المشرق والمغرب.
وإن بالركن اليماني سبعين ملَكًا موكلًا يؤمنون على من قال: "اللهمَّ إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة. . . إلخ. عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-، قال: قال رسول الله ﷺ: "من فاوض الحجرَ الأسود -أي: لابس وخالط-، فإنما يفاوض يدَ الرحمن"، أخرجه ابن ماجه. وعن ابن عباس مرفوعًا، قال: "الركنُ الأسودُ يمينُ الله في الأرض يُصافح بها عبادَه كما يصافح أحدُكم أخاه" أخرجه الأزرقي. وعن ابن عباس، عن النبي ﷺ: "ما بين الركن والمقام ملتزَمٌ، لا يدعو به صاحبُ عاهة إلا بَرَأ" رواه الطبراني. وعن أبي هريرة، وسعيد بن جبير، وزين العابدين: أنهم كانوا يلتزمون ما تحت الميزاب من الكعبة، ذكره القرشي.
1 / 26