المودة والرحمة بينهم بمنه وكرمه هذا وإني وعظتهم وأمرتهم بما يكون فيه خيرهم نعم هم أفضل من غيرهم فإنهم كالماء يجوز اللقمة إذا غصت وأما الماء إذا غص فما المجوز له لكن ببركة أسلافهم يهديهم الله ويعينهم على طريقة أسلافهم ومحلهم محل خير وعلم وحلم وفضل اللهم أجعله كذلك إلى قيام الساعة ولا تبدله بالضد إذ أكثر المواضع كذلك أحيي الله قلوبنا وقلوبهم ورحم ضعيفا وضعيفهم آمين وأكرم الشيخ الركب ليلة واحدة وأما أنا وبعض أصحابي وسيدي أحمد الطيب فقد أكرمنا كثيرا والحمد لله.
ثم ظعنا منها إلى مدينة بسكرة ذاهبين فبتنا في الطريق ليلة واحدة وصبيحتها ظعنا ووصلنا عند الضحى غير انه عاق الناس الماء فلا يجدون سبيلا إلى الخروج إلا بتعسف فطال بنا ذلك إلى الظهر إلا القليل أخذوا الطريق من بدء الوادي فلما قطعنا الوادي نزلنا حافين بالنهر وهذه البلدة أعني بسكرة كثيرة المياه بين خلال البيوت فكل باب عنده ساقية من الماء تجري من ماء حلو كالعسل ونخلها عظيم وغلتها كثيرة أيضا أي زرعها وكذا الفواكه خصوصا الزيتون فانه كثير جدا وهذه المدينة كانت قاهرة عظيمة البنيان والجامع الأعظم يدل على ذلك فانه لا نظير له وصومعته ما أحسنها وما أوسعها غير أن القديمة أي المدينة قد خربت وصارت دكا وسبب ذلك فتنة بينهم فادخلوا الترك فأهلكوها حتى بقي القليل منها حاصله أن الناس قد خرجوا إلى البساتين فبنوا هناك من ذلك العهد إلى الآن ثم نزل عليهم الوباء فلم يبق فيها إلا حثالة من الناس وفيها برجان للترك عامران أحدهما في البلد والآخر خارجها وبالجملة فهذه أوصافها الحسنة التي لا تحصى وقد اجتمعت فيها مع الأفاضل كالفقيه الفاضل سيدي محمد بن الجودي وسيدي محمد الشريف والقاضي والمفتي وكذا بعض شهود العدالة والطالب الفاضل سيدي مصطفى وسيدي بركات وغيرهم من العامة والخاصة وقد أخذ كثير منهم العهد عنا ولقيت أيضا فيها
Shafi 115