ارتفاعا ظاهرا جليا ثم كذلك] (1) في التوديع إلى أن وصلنا إلى قرب الهنشير خرج لتوديعنا أولاد الشيخ سيدي الصيد كأولاد سيدي أبي بكر نجل الشيخ سيدي عبد الحفيظ وأولاد سيدي عبد اللطيف فودعونا أيضا مع أصحابهم وهم من المحسنين إلينا ثم ذهبنا بعد ذلك مع التوديع إلى أن وصلنا أطراف تاجوراء فدخلنا لزيارة الفاضل الكامل الصالح الكبير السن عظيم الشأن واضح النجاح ظاهر الصلاح سيدي عبد اللطيف أنا وجماعة من طرابلس سيدي الشيخ المفتي سيدي محمد بن مقيل وعوض ولدنا سيدي محمد نجل الفاضل العالم محبنا سيدي محمد بن محمد العربي وجماعتهما فدعا لنا بالخير وقد رغب فينا رغبة عظيمة إذ كان محبا لنا فيما مضى ومحسنا إلينا غاية الإحسان فقد كان أصدق الناس لدينا غير أنه كان قبل ذلك يسمع ويبصر فالآن ثقل سمعه وضعف بصره فلا بد من مسمع والمسمع له ولد بنته إذ هو الذي يخبره أن هذا فلان وفلان ولما علم بنا شد يدي شدا وثيقا رغبة وحبا وشوقا وعشقا فينا وقد سر بنا سرورا عظيما أظنه والله أعلم انه من قوم لا يشقى بهم جليسهم حقق الله له ذلك بمنه وكرمه آمين فلما خرجنا من عنده لقينا جماعة من فضلاء تاجوراء كطلبة الشيخ سيدي محمد بن النعاس وبعض أولاده وأولاد أخيه وكذا أهل الفضل من تلك القرية من الفقراء والمرابطين والعلماء والصلحاء ومن فيه نسبة من النسب المعظمة شرعا إلا أتى إلينا رغبة في الدعاء من جانبنا ونحن كذلك بل أشد رغبة والفقير المضطر الخائف من ذنبه الوجل من عذاب ربه زابر هذا الكتاب فانه متعلق بهم ومريض بحبهم فليس مقصدي ومنيتي إلا السكنى في أرضهم لكثرة خصب أهل المحبة بحيث لا يصيبك ضيق ووحشة فإن حي ليلى عندهم عامر بما في القلب مشغوف إلا أن الموانع الشرعية منعتني من الإقامة هناك وقد كثر عيالي أعني بناتي وأولادي ومحاجري الذين قدمت عليهم ونيبت عنهم ولم
Shafi 212