188

إنما استفاد من العلم بلقاء من يفد على طرابلس ويدخل (1) من هذين البابين من المشرقين والمغربيين (2) وكان له اعتناء بلقاء الوفود وقيام بضيافتهم (3) وأخبرني بعض الطلبة أن خط أبي إسحاق باق إلى الآن في بعض جدر داره من طرابلس وهي في وسط البلد بمقربة من الجامع الأعظم وعلى مسافة يسيرة منها من جهة غريبها دار الفقيه أبي الحسن علي بن محمد بن النمر (4) الطرابلسي [الفرضي المشهور بفضله وعلمه ورئاسته وهي مواجهة لمسجد يعرف بمسجد ابن فرج أضيف إلى الفقيه أبي مسلم موسى بن فرج الهواري الطرابلسي لا قرائه به وتوفي أبو مسلم هذا سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة] (5) وكان مولد أبي الحسن بطرابلس قديما سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وله تآليف في الحساب والأزمنة وغير ذلك سوى كتابه المشهور المسمى بالكافي في الفرائض وقد لقي الشيخ أبا محمد بن أبي زيد وقرأ عليه وارتحل إلى مكة سنة تسع وثمانين فلقي بها أحمد بن زريق (6) البغدادي وروى عن أبي القاسم عبد الرحمن (7) بن عبد الله الجوهري ثم عاد لطرابلس فلم يزل بها إلى سنة ثلاثين وأربعمائة فخرج منها لمحنة جرت عليه فتوجه إلى موضع يعرف بغنيمة (8) بالغين المعجمة والنون قرية من قرى مسلانة فسكن بها إلى أن توفي هنالك سنة اثنتين وثلاثين وقبره الآن على الطريق بها والناس إلى الآن يزورون قبره ويتوسلون إلى الله عنده ويذكر

Shafi 205