تعتقدون أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ، ويتمتعون بنعم مثل ما في الدنيا ، قلت له : أما سيدنا عيسى عليه السلام فلم ينكر ذلك ، قلت له : في الإنجيل : «أما ماء هذه الشجرة ، أعني ماء الكرمة ، فإني لم أشرب منه في الدنيا ، إلى أن أشربه معه في الملكوت» ، قلت له : هو هذا في إنجيلكم. قال : نعم ، قلت : وكيف تنكرون ذلك؟ لأن نعايم الدنيا دالة على نعايم الجنة ، إلا أن أمور الجنة في غاية الكمال ، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وسيدنا عيسى عليه السلام ذكر الشرب في الجنة كما كان يعلمه ويعتقده : إن في الجنة أكلا وشربا. وبقي القاضي يفتش في نفسه ما يقوله ، ولا يجد. وكان من أكابر علمائهم.
وهذا هو النص في الإنجيل :
«قال متى في الباب التاسع وثمانين : وفيما هم يأكلون أخذ يصوع خبزا ، وشكر ، وكسر ، وأعطى تلامذه ، وقال : خذوا ، كلوا ، هو جسدي ، وأخذ كأسا ، وشكر ، وأعطاهم ، وقال اشربوا من هذا كلكم ، لأن هذا هو دمي ، العهد الجديد الذي يصرف عن كثير لمغفرة الخطايا ، وأقول لكم : إنني لا أشرب عصير هذه الكرمة حتى إلى ذلك اليوم الذي أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي».
وأيضا قال مرقش في باب ستة وأربعين : «الحق أقول لكم إني لا أشرب عصير هذه الكرمة إلى ذلك اليوم حين نشربه جديدا في ملكوت الله» ؛ انتهى.
وعندهم في الإنجيل أيضا ، قال : إن اليهود جاء ، وسيدنا عيسى عليه السلام على وجه الضاد له وسألوه ، قال لقا المنجيلي في الباب الثاني والسبعين قال : «قال اليهود : امرأة تزوجها سبعة إخوة واحدة بعد واحدة ، وماتت المرأة ، ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة ، لأن السبعة قد تزوجوها؟ فقال لهم سيدنا عيسى : أما بنو هذا الدهر فيتزوجون ، ويزوجون. وأما أولئك الذين استحقوا ذلك الدهر والقيامة : الأموات ، لا يتزوجون ، ولا يزوجون ، لأنهم لا يموتون بل يصيرون مثل الملائكة الكرام ، ويصيرون أبناء الله وبني القيامة» ؛ انتهى.
هذا السؤال كما يقال إن إبليس لعنه الله تعالى سأل سيدنا إدريس عليه السلام : هل يستطيع الله تعالى أن يجعل الدنيا كلها في قشرة بيضة؟ وعرفه عليه السلام وجاوبه على مقتضى عناده. وكذلك كان جواب سيدنا عيسى عليه السلام لليهود والنصارى. المشركون
Shafi 81