Tafiya
رحلة
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
ilimin ƙasa
الخلافة النصرية، وتاج في مفرق الوزارة. كتبها الله لكم فيما يرضاه من عباده.
ووقفت عليه الأشراف من أهل هذا القطر المحروس؛ وأذعته في الملأ سرورًا بعز الإسلام، وإظهارًا لنعمة الله، واستطرادًا لذكر الدولة المولوية بما تستحقه من طيب الثناء، والتماس الدعاء، والحديث بنعمتها، والإشادة بفضلها على الدول
السالفة والخالفة وتقدمها، فانشرحت الصدور حباء وامتلأت القلوب إجلالًا وتعظيمًا، وحسنت الآثار اعتقادًا ودعاء.
وكان كتاب سيدي لشرف تلك الدولة عنوانًا، ولما عساه يستعجم من لغتي في مناقبها ترجمانا؛ زاده الله من فضله، وأمتع المسلمين ببقائه. وبثثته شكوى الغريب، من السوق المزعج، والحيرة التي تكاد تذهب بالنفس أسفًا، للتجافي عن مهاد الأمن، والتقويض عن دار العز، بين المولى المنعم، والسيد الكريم، والبلد الطيب، والإخوان البرة، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وإن تشوفت السيادة الكريمة إلى الحال، فعلى ما علمتم، سيرًا مع الأمل، ومغالبة للأيام على الحظ، وإقطاعًا للغفلة جانب العمر:
هل نافعي والجد في صبب ... مري مع الآمال في صعد
رجع الله بنا إليه. ولعل في عظتكم النافعة، شفاء هذا الداء العياء إن شاء الله، على أن لطف الله مصاحب، وجوار هذه الرياسة المزنية - وحسبك بها علمية - عصمة وافية صرفت وجه القصد إلى ذخيرتي التي كنت أعتدها منهم كما علمتم، على حين تفاقم الخطب، وتلون الدهر، والإفلات من مظان النكبة، وقد رتعت حولها، بعد ما جرته الحادثة بمهلك السلطان المرحوم على يد ابن عمه، قريعه في الملك، وقسيمه في النسب، والتياث الجاه، ولغير السلطان، واعتقال الأخ المخلف، واليأس منه،
1 / 114