323

في الركب نفر لها الكبير والصغير إلى قتال أهل مكة ، بأمر (1) صاحب الركب ، فأتاها أمير الركب الشامي من الثنية إلى باب المعلاة ، وأتاها أهل مصر من باب الشبيكة ؛ فما زال القتال بينهم متطاير الشرار حتى قتل من أهل مكة جملة ؛ (2) وقتل أشخاص من الركب (3) ودخل أهل الشام مكة ، حتى انتهوا إلى المسجد الحرام ونهبوا (4) بين الصفا والمروة ، ثم دافعهم أهل مكة حتى أخرجوهم منها ؛ وقتل بها أشخاص من الحجاج ، ثم دام القتال بينهم خارج البلد إلى قريب من الظهر ، فولى أمير الركب عنهم ، وجاء فأمر بالرحيل ، فأجفل (5) الناس (6)، وحطم بعضهم بعضا ، ورحلوا على أوفى ما يكون من الانزعاج ، فلم يمكن إلا الإجفال معهم خوفا على النفوس ، وعلى بعض نفقة كانت معنا ، وانصرفت آيسا مما كان لي بمكة ، ثم من الله بجبر (7) أكثره فضلا منه ومنة ، وذلك أن هذا الحال صادف بمكة ممن نزل بها من الحجاج كثيرا نحو أربعة آلاف راحلة ، فلما أجفل الركب بقوا بمكة لا يدرون ما يصنع بهم ؛ وعزم صاحب مكة على أخذهم ؛ وسبب لهم من عظيم ألطافه أن كان بمكة شخص من أتراك مصر كان يخدم أميرا من أمرائها ؛ فلما مات الملك المنصور (8) أخذه ولده المستخلف لاتهامه إياه ، ثم قتله ، فخاف الذي كان

Shafi 392