252

متمسكين بأصل دعواهم في انتسابهم إلى أهل البيت ، حتى أباد الله غضراءهم (1)، ودهم بالفناء دهماءهم ، وقد دل مانالوه (2) من جسيم الملك كل ذي فطرة سليمة ، على حقارة الدنيا وخساستها و «لو وزنت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا جرعة ماء» (3). «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب [ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب]» (4) وناهيك بمملكة وصلت ما بين الشرق والغرب ، واستولت على الحجاز واليمن ، والشام ، وديار ربيعة (5)، ومصر وأرض برقة ، وإفريقية ، وانتهت إلى سجلماسة (6) وإلى فاس بأقصى المغرب ، ودامت نحو مئتي سنة. وآثارهم إلى الآن موجودة ، وأسماؤهم مذكورة ، وقد رأيتها في جامع القيروان ، والشام (7) وغيرهما ، حكمة من الله بالغة (8)، وحجة لتوهم الخيال دامغة. وما أظن مؤمنا تبقى له شبهة مع هذا في حقارة الدنيا ، ودناءة خطرها ، وسقوط قدرها عند خالقها ، ما نظر إليها منذ خلقها. دار يستطيل بها العدو على الولي ويظفر (9) فيها الأعوج على

Shafi 321