166

وقد رأيت بها أفرادا من أهل الفضل علما ودينا ، وددت لو منحت في ذكر فضلهم قلبا حافظا ، ولسانا مبينا ، فمنهم من استكتمني اسمه ، وعاهدني (1) على ألا أذكر رسمه ؛ عملا على منهج زهده ، ومحجة تقواه ، وصونا للأخوة أن يشوبها حظ لغير الله ، على أني لو سميته وحليته ، لقصر بي كل ما رويته ورويته (2)، وكيف يوفي اللسان وإن أطنب في شكره حق من يستنزل القطر بذكره. نفعه الله وإياي [53 / ب] بجميل قصده ، وتغمد كلا منا برحمة توليه الصفح عن سهوه وعمده ، وأوزعني شكر ما منحني من إقباله علي بحبه ، وأفاض علي من بركاته وأنوار قلبه.

* [لقاؤه لابن المنير]

ومنهم الشيخ الجليل الفاضل ، الفقيه العالم الكامل ، الرئيس الأوحد ، القاضي العادل (3)، شرف الفقهاء والمفتين ، واسطة قلادة المدرسين. صدر البلغاء ورأس الكتاب والناظمين. وحيد العلماء وفخر (4) المصنفين ، ذو المآثر السنية ، والمفاخر العلية ، زين الدين أبو الحسن علي بن محمد بن منصور المالكي (5)، يعرف بابن المنير ، حفظ الله مجادته ، ومكن سعادته. لقيت منه بحر علم تفيض أمواجه ، وغيث سماح لا يغيض ثجاجه (6). له تصرف في

Shafi 228