142

فحوى من علم الصبابة ما حوى ، واشتمل على أسرار عليها انطوى ، وأخذها مشافهة عن معلم الطوى ، سرت في جسمه حميا (1) راح الراح (2)، وغنت على أفنان قلبه أطيار الارتياح ، وهب له نسيم وصل اهتز له وارتاح ، كما يهتز الغصن اللدن في كفاح الرياح. فهو مع الأوجال والجوى بمنزل ، وعن حكم السؤال والجواب بمعزل ، لا يصغي أذنا إلى نصيح ، ولا يلقي أذنا إلى لاح (3) يصيح. يخاطب وغير المخاطب عنى ، وينظر وإلى غير المنظور رنا. يشدو مترنما ، ويترنم مدندنا (4): [البسيط]

لم يحبب القلب حبا مثل حبكم

ولم تر العين شيئا دونكم حسنا

فهذا حكمه حكمه ، وأمره أمره (5)، وإلزامه التزامه (6). لا يمتثل إلا ما به الحب أمر ، ولا يسكن إلا ما سكن الهوى وعمر ، فإن صحا مرة فخوطب قال : أنا ضيف عمرو (7). وإن حذر بأمر أو خوف بزيد أو عمرو ، قال وهو مشتعل الأحشاء (8) بالجمر : دعوني فلا خوف ، و «لا حر بوادي عوف» (9): (10) [الكامل]

Shafi 199