ويقابل الميزاب في وسط الحجر فوي نصف جداره الرخامي رخامة قد نقشت أبدع نقش وحفت بها طرة منقوشة نقشا مكحلا عجيبا فيه مكتوب مما أمر بعمله عبد الله وخليفته أبو العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين وذلك في سنة ست وسبعين وخمسمائة. والميزاب في أعلى الصفح الذي يلي الحجرا المذكور وهو من صفر١ مذهب قد خرج إلى الحجر بمقدار أربع أذرع وسعته مقدار شبر وهذا الموضع تحت الميزاب هو أيضا مظنة استجابة٢ الدعوة بفضل الله تعالى وكذلك الركن اليماني ويسمى المستجار وما يليه وهذا الصفح المتصل به من جهة الركن الشامي.
وتحت المزياب في صحن الحجر بمقربة من جدار البيت الكريم قبر إسماعيل ﷺ وعلامته رخامة خضراء مستطيلة قليلا شكل محراب تتصل بها رخامة خضراء مستديرة وكلتاهما غريبة المنظر فيهما نكت٣ تنفتح عن لونها إلى الصفرة قليلا كأنها تجزيع وهي أشبه الأشياء بالنكت التي تبقى في البيدق٤ من حل الذهب فيه وإلى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر رضى الله عنهما وعلامته رخامة خضراء سعتها مقدار شبر ونصف يتبرك الناس بالصلاة في هذين الموضعين من الحجر وحق لهم ذلك لأنهما من البيت العتيق وقد انطبقا على جسدين مقدسين مكرمين نورهما الله ونفع ببركتهما كل من صلى عليهما وبين القبرين المقدسين سبعة أشبار.
وقبة بئر زمزم تقابل الركن الأسود ومنها إليه أربع وعشرون خطوة والمقام المذكور الذي يصلى خلفه عن يمين القبة ومن ركنها إليه عشر خطا وداخلها مفروش بالرخام الأبيض الناصع البياض وتنور٥ البئر المباركة
_________
١ الصفر: النحاس الأصفر.
٢ مظنة استجابة: يظن أنه موضع استجابة.
٣ النكت: النقط.
٤ البيدق: البوتقة.
٥ التنور: مفجر الماء.
1 / 65