وهذا المقام الكريم الذي داخل هذا القبو هو مقام إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وهو حجر مغشى بالفضة وراتفاعه مقدار ثلاثة أشبار وسعته مقدار شبرين وأعلاه اوسع من اسفله فكانه وله التنزيه والمثل الأعلى كانون فخار كبير اوسطه يضيق عن اسفله وعن أعلاه عايناه وتبركنا بلمسه وتقبيله وصب لنا في أثر القدمين المباركتين ماء زمزم فشربناه نقعنا الله به وأثرهما بين وأثر الاصابع المكرمة المباركة فسبحان من ألأنه لواطئه حتى اثرت فيه ولا تأثير القدم في الرمل الوثير سبحان جاعله من الآيات البينات. ولمعاينته ومعاينة البيت الكريم هول يشعر النفوس من الذهول ويطيش الأفئدة والعقول فلا تبصر إلا لحظات خاشعة وعبرات هامعة ومدامع باكية وألسنة إلى الله ﷿ ضارعة داعية.
وبين الباب الكريم والركن العراقي حوض طوله اثنا عشر شبرا وعرضه خمسة أشبار ونصف وارتفاعه نحو شبر متصل من قابلة عضادة الباب التي تلي الركن المذكور أخذا إلى جته وهو علامة موضع المقام مدة إبراهيم ﵇ إلى أن صرفه النبي ﷺ إلى الموضع الذي هو الآن مصلى وبقى الحوض المذكور مصبا لماء البيت إذا غسل وهو موضع مبارك يقال: إنه روضة من رياض الجنة والناس يزدحمون للصلاة فيه وأسفله مفروش برملة بيضاء وثيرة.
وموضع المقام الكريم هو الذي يصلى خلفه يقابل ما بين الباب الكريم والركن العراقي وهو إلى الباب أميل بكثير وعليه قبة خشب في مقدار القامة أو أزيد مركنة١ محددة بديعة النقش سعتها من ركنها ألواح د إلى الثاني أربعة أشبار وقد نصبت على الموضع الذي كان فيه المقام وحوله تكفيف٢ من حجارة نصت على حرف كالحوض المستطيل في ارتفاعه نحو شبر وطوله
_________
١ مركنة: ذات أركان.
٢ التكفيف: لغظة عامية يراد بها ما يكف من الثوب أي حاشيته.
1 / 62