181

Tafiyar Ibn Jubayr

رحلة ابن جبير - الجزء1

Mai Buga Littafi

دار بيروت للطباعة والنشر

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

بيروت

الخواتيم الآجرية مثمنة ومربعة أشكال بديعة ومن غريب أمرها أنها مجللة كلها قرون غزلان مثبتة فيها فتلوح كظهر الشيهم١ وللناس فيها خبر يمنع ضعف سنده من اثباته وعلى مقربة من هذه المنارة قصر ذو بروج مشيدة وبازائه مصنع عظيم وجد مملوءا ماء والحمد لله على ما من به.
واجتزنا عشي يوم الخميس المذكور على العذيب وهو واد خصيب وعيه بناء وحوله فلاة خصيبة فيها مسرح للعيون وفرجة وأعلما أن بمقربة منه بارقا ووصلنا منه إلى الرحبة وهي بمقربة منه وفيها بناء وعمارة ويجرى الماء فيها من عين نابعة في أعلى القرية المذكورة وبتنا امهاما بمقدار فرسخ ثم أسرينا ليلة الجمعة الثامن والعشرين لمحرم المذكور نصف الليل واجتزنا على القادسية وهي قرية كبيرة فيها حدائق من النخيل ومشارع من ماء الفرات واصبحنا بالنجف وهو بظهر الكوفة كأنه حد بينها وبين الصحراء وهو صلب من الأرض منفسح متسع للعين فهي مزاد استحسان وانشراح ووصلنا الكوفة مع طلوع الشمس من يوم الجمعة المذكور والحمد لله على ما انعم به من السلامة.

١ الشيهم: ذكر القنافذ.
ذكر مدينة الكفوة حرسها الله تعالى
هي مدينة كبيرة عتيقة البناء قد استولى الخراب على أكثرها فالغامر٢ منها أكثر من العامر ومن أسباب خرابها فبيلة خفاجة المجاورة لها فهي لا تزال تضر بها وكفالك بتعاقب الأيام والليالي محييا ومفنيا وبناء هذه المدينة بالاجر خاصة ولا سور لها. والجامع العتيق آخرها مما يلي شرقي البلد ولا عمارة تتصل به من جهة الشرق وهو جامع كبير في الجانب القبلي منه

٢ الغامر: عكس العامر.

1 / 187