192

Littafin Ridda

كتاب الردة

Editsa

يحيى الجبوري

Mai Buga Littafi

دار الغرب الإسلامي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Inda aka buga

بيروت

أَهْلَهَا فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَأْرِبَ [١] فَنَزَلَهَا، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ دُبَا [٢] فَغَضِبُوا عَلَى مَسِيرِ عِكْرِمَةَ إِلَى مُحَارَبَةِ كِنْدَةَ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ: تَعَالَوْا حَتَّى نَشْغَلَ عِكْرِمَةَ عَنْ مُحَارَبَةِ بَنِي عَمِّنَا مِنْ بَنِي كِنْدَةَ وَقَبَائِلِ الْيَمَنِ، فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ وَوَثَبُوا عَلَى [حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرٍو] عَامِلٍ لَهُمْ مِنْ جِهَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَطَرَدُوهُ [٣] عَنْ بَلَدِهِمْ، فَمَرَّ هَارِبًا حَتَّى صَارَ إِلَى عِكْرِمَةَ، / فَلَجَأَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ حذيفة بن عمرو [٤] [٣٧ ب] هَذَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ ﵁ بِأَمْرِ أَهْلِ دُبَا وَارْتِدَادِهِمْ عَنْ دِينِ الإِسْلامِ، وَطَرْدِهِمْ إِيَّاهُ، ثُمَّ خَبَّرَهُ أَنَّهُ الْتَجَأَ إِلَى عِكْرِمَةَ فَصَارَ مَعَهُ، فَاغْتَاظَ [أَبُو بَكْرٍ] غَيْظًا شَدِيدًا، ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى عِكْرِمَةَ:
(أَمَّا بَعْدُ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَسِرْ إِلَى أَهْلِ دُبَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَأَنْزِلْ بِهِمْ مَا هُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلا تُقَصِّرْ فِيمَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِهِمْ فَابْعَثْ إليّ بهم

[()] سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن وهو الذي بناها، وقيل: ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلا من صنعاء.
(ياقوت: صنعاء) .
[١] مأرب: بلاد الأزد باليمن، قال السهيلي: مأرب اسم قصر كان لهم، وقيل: هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ، كما كان تبّعا اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت، قال المسعودي: وكان هذا السد من بناء سبأ بن يشجب بن يعرب.
(ياقوت: مأرب) .
[٢] في الأصل: (ذبا) بالذال المعجمة وقد تكررت بهذا الرسم.
دبا: قال الأصمعي، سوق من أسواق العرب بعمان، وهي غير دما، ودما أيضا من أسواق العرب، وبعمان مدينة قديمة مشهورة لها ذكر في أيام العرب وأخبارها وأشعارها، وكانت قديما قصبة عمان، ولعل هذه السوق المذكورة فتحها المسلمون في أيام أبي بكر الصديق ﵁ عنوة سنة ١١ هـ-، وأميرهم حذيفة بن محصن فقتل وسبى.
(ياقوت: دبا) .
[٣] في الأصل: (فطرده) .
[٤] حذيفة بن محصن الغلفاني (القلعاني) من حمير، كما في الطبري، استعمله أبو بكر على عمان بعد عزل عكرمة، ودعا أهل عمان إلى الإسلام، فأسلموا كلهم إلا أهل دبا، وولّاه عمر على اليمامة.
(الطبري ٣/ ٣١٤- ٣١٦، الإصابة ٢/ ٤٤، الاستيعاب ١/ ٣٣٦، أسد الغابة ١/ ٤٦٧) .

1 / 199