============================================================
وصف عبده الصالح شعيبا عليه السلام، بالنية بترك ما يكره (الله) (1)، و بالعمل بما يحب وبالتوكل مع ذلك بطلب التوفيق من ربه فقال: { وها أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)(2).
ها يعرض من العجب من الشيطان والنفس باستعظام المقامات (3) : وعند هذه الحال للنفس والشيطان خدع من خطرات العجب باستعظام هذا المقام، فيدعوانه إلى أن يضيف ذلك إلى نفسه، وأنه إنما وصل إلى ذلك بعقله وفطنته وعمله (وفهمه) (4) ، وفقهه وحزمه وقوته، فرحا منه بقوته على ذلك فذلك لنفسه حمد مع نسيان منه ربه بذلك وتفضله عليه.
فإن غفل وسها وأضاف ذلك إلى نفسه : أنه هو الذي وصل إلى ذلك، وحمد عقله وفطنته، وتخلصه وطلبه، ونسي نعمة ربه، فاستحق عند ذلك آن يوكل إلى نفسه، كالذي يروى عن ابن عباس : "أن داود عليه السلام إنما أصاب الذنب باعجاب أعجبه من نفسه، فوكله إلى نفسه بالاعجاب (5) ، وسنأني على ذكر العجب في غير هذا الموضع إن شاء الله.
هعرفة التنبيه والتيقظ ومن من الله عليه باليقظة ونبهه للخطر العظيم() و فإذا نبهه الله وأيقظه، علم أن ذلك كان بمنة الله عليه، وأن نفسه من ذلك بريثة، وإنما عزم على خلاف محبتها، وأنها لم تنقد له إلا مجبورة، ولم تنقد حتى احتاج إلى أن يتكلف الخوف ، فكيف يكون منها هذه الأحوال - وهو خلاف (1) ساقط من ط.
(2) سورة هود، الآية: 88.
(3 و 6) العنوانان سقط من ط.
(4) ما بين الحاصرتين: ساقط من ط.
(5) في ا، ب: فوكله إليها للاعجاب.
29
Shafi 78