============================================================
باب ما تخف به الفكرة على القلب قلت: فما الذي يخففها؟ قال : العناية، قلت: فما تورث العناية؟ قال: عظيم امعرفة بعظيم قدر ما ينال (المفكر) (1) بالفكرة من المنافع في الدنيا والآخرة، وبعظيم قدر ضرر الغفلة عن الفكر في المعاد. قلت : فإن اعترضته هذه الثلاث الخخلال عندا ذكره عظيم قدر ما ينال بالفكرة من المنافع، فبم يدفعهن عند ذلك إذا ثقلت ال الفكرة عليه باعتراض الخلال الثلاثة4 (2) قال يرجع العبد إلى نفسه في هذه الثلاث خلال (3) إذا عرضت له عند إرادته (4) الفكرة، أو عرض بعضها دون بعض ؛ لأن كل خلة منها فيها عبرة يذكر (سببها) (5) شكلها من شدائد الآخرة، بل أعظم وأطم، فيرجع إلى نفسه بالعتاب هاا وبالتوبيخ في ذلك فيقول لها: تجزعين أن أسجن عقلك عن النظر في الدنيا؟ فكيف بسجنك في النار أبدا ؟
فتحملي هذا الثقل القليل للنجاة من السجن الطويل (في النار : بل) (6) أتجزعين من سجن عقلك فيك عن النظر في الدنيا لنجاتك وفوزك في المعاد؟ ولا تجزعين إن تركت الفكرة التي تحجزك عن المعاصي التي تورثك السجن وتكبك في النار أبدا .ا فمن السجن في النار فاجزعي وتحملي (1) هذا القليل (8) الفاني للنجاة الدائمة ، وأما جزعك في تلذيع ذكر العقاب ، فكيف جزعك من مواقعته ، فالفكرة فيه أيسر من مباشرته ، فتحملي تلذيع ذكره للنجاة من الخلود فيه .
وأما فرارك من النظر فيما ينجيك من عذاب الله كراهية أن ينغص عليك لذاتك في دنياك فكيف بالتنغيص عليك لذات الآخرة، وحرمان ما فيها من نعيمها؟ مع أن الله ليس بتاركك إن صدقته مع ما تنالين من نعيم الآخرة حتى ينعمك بطاعته في الدنيا.
(1) ما بين الحاصرتين: سقطت من: ط(5) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط.
(2) في ط: الثلاث الخلال.
1) ما بين الحاصرتين: سقط من ط.
(3) في ط: الثلاث الخلال.
(7) في ط: تحملي (4) في ط: إذا اعترضت عند إرادته. (8) في أ: هذا النفل.
Shafi 66