158

============================================================

والمجادلة. يقولان له : إنك مراء وهو يردد عليهم التكذيب هما، هما يتعيان ذلك عليه ليشغلاه بذلك عما هو فيه ، ليفعله بشغل قلبه عن الآخرة(1) .

أما النفس فلتصيب مع تعبها بعض راحتها عن الفكرة في الآخرة، وأما العدو فارداته : أن ينقص العبد من طاعة ربه عز وجل لئلا تكون له كاملة، بحضور العقل فيها ، عداوة منه وحسدا، كما حسد أبويه وعاداهما من قبله(1) .

وقد حذرنا الله عز وجل ذلك ، فقال : { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة)(2).

وقال عز وجل: {إنه عدو مضيل مبين (4) يعني أنه بين العداوة.

وقال عز وجل: (بل سوكت لكم أنفسكم)(5).

وقال عز وجل: إن النفس لأمارة بالسوء) (2)، فأخبرنا الله عز وجل، أن النفس تأمر بالسوء، وأن العدو يضل العبد ويصد عن طاعة الله عز وجل.

باب في شرح الريا: ما هو، وما الدليل عليه قلت : فلا غنى بي عن معرفة الرياء ما هو (1) يعني : أنت مراء، لأنك مصر على عمل النافلة ، وقد حذرناك من أن إصرارك هنا فيه خط للنفس فهو رياء. وحينئذ تشتغل نفسه عن إتقان العمل بالبحث عن الحجة التي يبرىء نفسه بها من الرياء، فيدخل بالفعل في حظ النفس واهوى.

(2) انظر بدء من آناب إلى الله للمحاسبي ففيه تفاصيل أوسع . وقد أخرجنا باسم "التوبة". دان الاعتصام.

(3) سورة الاعراف، الآية: 27.

(4) سورة القصص، الآية: 15.

(5) سورة يوسف، الآية: 16.

(6) سورة يوسف، الآية: 53.

158

Shafi 157