المبحث الثالث: العناية بالقرآن الكريم تطبيقًا:-
طبق النبي ﷺ أحكام القرآن الكريم جملة وتفصيلًا، وحض أصحابه على تطبيق أحكامه والعمل بما فيه، فبلغ رسالة ربه توجيهًا لأمر الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ (المائدة: ٦٧)، وهذا هو طريق الأنبياء والمرسلين حيث جاءوا جميعًا لأجل هدف واحد وغاية عظمى وهي عبادة الله وحده لا شريك له.
ومنذ خطاب الله وتوجيهه للرسول ﷺ بقوله: ﴿أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ (المدثر:١، ٢) وقوله: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ (الشعراء:٢١٤)، وقوله: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ (الأنعام: ١٩)، أخذ النبي ﷺ يدعو أهله وأقاربه وأمته حتى وفقه الله في تكوين أمة ودولة إسلامية عظيمة على مبادئ صحيحة.
فكانت بحق تلك الأمة خير القرون وأفضلها كما أخبر المصطفى ﵊ حيث جرى القرآن في عروقها فتمثلوا أحكامه قولًا وفعلًا وطبقوا تعاليمه وكل ذلك فيه دلالة على عناية النبي ﷺ وصحابته الكرام بالقرآن الكريم.
ومن الأمثلة الواضحة على عناية النبي ﷺ بالقرآن وامتثاله لما جاء فيه أنه منذ أن خاطبه الله تعالى بقوله: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا