وبحديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ﷿" ١.
ثم ابتدأ بجزئيات تنافي التوحيد وتنافي كماله، منها: لبس الحلقة لجلب النفع أو لدفع الضر، وأبطل ذلك بقوله تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ﴾ ٢.
وبقوله ﷺ للرجل الذي رأى عليه حلقة من صفر وأخبره بأنها عن الواهنة فقال له: "انزعها لا تزيدك إلا وهنا" ٣ واستدل على بطلان التمائم بقوله ﵊: "من علق تميمة لا أتم الله له" ٤ وغير ذلك من الأحاديث. واستدل ﵀ على بطلان التبرك بالأشجار والأحجار بآية ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾ ٥.
وبحديث فيه أن الصحابة طلبوا من الرسول أن يجعل لهم شجرة يتبركون بها، فأنكر عليهم الرسول ﷺ أشد الإنكار، واستدل على صرف الذبح لله وتحريمه لغير الله بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وهكذا في سائر أبواب مؤلفه ﵀ المسمى بكتاب التوحيد. ومن شك في ذلك فليراجع هذا المؤلف، فإنه سيجد ما يشفيه ويكفيه من الأدلة ويطمئنه ويؤكد له أن الشيخ يعتمد اعتمادا كليًا على الكتاب والسنة لاسيما في باب التوحيد والعقائد وكشف الشبهات.
١ أخرجه البخاري في كتاب الإيمان حديث رقم ٢٥ جـ١/٧٥ ومسلم في الإيمان حديث ٢٠ جـ١/٥١.
٢ سورة الزمر آية: ٣٨.
٣ ابن ماجه: الطب (٣٥٣١)، وأحمد (٤/٤٤٥) .
٤ أخرجه ابن ماجه في كتاب الطب -باب تعليق التمائم حديث رقم ٣٥٣١ جـ٢ ص١١٦٧
٥ سورة النجم آية: ١٩-٢٠.