125

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

Mai Buga Littafi

دار لبنان للطباعة والنشر

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

والأفئدة ... لعلهم يرجعون إلى الحق ويحاربون معنا عدونا إبليس لعنه الله هذا العدو الذي جاهر بعدائه بني آدم وأخذ بذلك عهدًا على نفسه أمام ساعة لعنه وطرده. (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين /٣٩/ إلا عبادك منهم المخلصين /٤٠/ قال هذا صراط علي مستقيم /٤١/ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من تبعك من الغاوين /٤٢/ وإن جهنم لموعدهم أجمعين /٤٣/ ... الحجر وها أناذا اشرع بالكلام على هذا الحديث بحديث الغار وأحاول أن أتطلع إلى مقصد رسول الله ﷺ من إيراده وذكره وروايته لأصحابه ... فأقول وبالله المستعان: لعل سائلًا يسأل كيف يروي رسول الله ﷺ خبرًا عن الأمم السابقة المؤمنة وهو لم يعاصرهم ولا رواه له من عاصرهم ما دام بينه وبينهم زمن سحيق يقدر بآلاف السنين ...؟!!! الجواب: سؤال ... من الذي أخبر ﷺ عن قوم عاد وثمود وإبراهيم ولوط وغيرهم وما حل بهم ...؟ سيقولون أخبره الله تعالى في قرآنه ... فنقول: وكذلك أخبره الله تعالى في السنة ... فالقرآن وحي والسنة وحي أيضًا ... إلا أن القرآن كلام الله والسنة ليست كلامه إنما كلاهما وحيان: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) /٣/النجم. إذًا فهذا الحديث ... إخبار عن الله تعالى كغيره من الأحاديث التي ترد في مواضيع شتى ... والغرض منه إخبار أمته بأخبار الأمم فتحصل بذلك العظة والأسوة ولفت أنظار أمته ﷺ أن يفعلوا كما فعل الثلاثة ... بعد أن أووا إلى الغار وأطبقت الصخرة فسدته عليهم ... فقالوا: لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. وقد يسأل سائل آخر: من أين علموا أنه لا ينجيهم إلا الدعاء بصالح أعمالهم؟

1 / 132