170

Furen Albah da Furen Rayuwa ta Duniya

ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا

Bincike

عبد الفتاح محمد الحلو

Mai Buga Littafi

مطبعة عيسى البابى الحلبى وشركاه

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٣٨٦ هـ - ١٩٦٧ م

أبو الفتْح بن عبد السلام الِمالكيّ المغْرِبِيّ، نزيل الشام نادِرة الفلَك، وهدية الزمان، ونُكتَةُ عُطارِد المُدوَّنة في صُحف الإمْكان، وبُرهان مَن قال من الحكماء بتعَدُّد نوع الإنسان. وليس الغريبُ مَن تناءَتْ دارُه، بل مَن فُقِد من الكرامِ نُظراؤُه وأنصاره، وهو غريبٌ في فضْله ومجدِه، وإن ملَك من الأدبِ مُلْكًا لا ينْبغي لأحدٍ من بعدِه. ولما أشرقَتْ بالمغْرِب شموسُ علمِه وآدابه، وزها نورها إذ جَرى في عودِه ماءُ شبابه، أسفَر وجْه صباحِه، وجَلاَلَهُ الظَّفَرُ غُرَّة نجاحِه، فحلَّ عَقْد عزيمَتِه بالشام، كما حَلَّ الربيعُ نِقَابَه عن منْظرٍ بَسَّام: والرِّيحُ تجْذِبُ أطْرافَ الغصونِ كما ... أفْضَى الشَّقيقُ إلى تَنْبِيِه وَسْنانِ فألقى بها عصَا تَسْيارِه، ونفَض عن بُرْدهِمَّتِه غُبارَ أسْفارِه، وبنَى أمرَه على السْكون وماضِيَ حالِه على الفتْح، وقد شدَتْ وُرْقُ فصاحتِه بها بأطْربِ تَرنُّمٍ

1 / 174