109

Al-Rawdatayn a cikin labaran daulolin Nuriyya da Salah

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Bincike

إبراهيم الزيبق

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Inda aka buga

بيروت

فحصرها وصاحبها حِينَئِذٍ جمال الدّين مُحَمَّد بن بورى بن طغتكين وَكَانَ مَحْكُومًا عَلَيْهِ وَالْغَالِب على أمره معِين الدّين أنر مَمْلُوك جده طغتكين وَكَانَ أتابك قد أَمر كَمَال الدّين أَبَا الْفضل بن الشهرزوري بمكاتبة جمَاعَة من مقدمي أحداثها وزناطرتها واستمالتهم وإطماعهم فِي الرغائب والصلات فَفعل ذَلِك فَأَجَابَهُ مِنْهُم خلق كثير إِلَى تَسْلِيم الْبَلَد وَخَرجُوا مُتَفَرّقين إِلَى كَمَال الدّين وجدد عَلَيْهِم العهود وتواعدوا يَوْمًا يزحف فِيهِ الشَّهِيد إِلَى الْبَلَد ليفتحوا لَهُ الْبَاب ويسلموا الْبَلَد إِلَيْهِ فَأعْلم كَمَال الدّين الشَّهِيد أتابك بذلك فَقَالَ لَا أرى هَذَا رَأيا فَإِن الْبَلَد ضيق الطرُق والشوارع وَمَتى دخل الْعَسْكَر إِلَيْهِ لَا يتمكنون من الْقِتَال فِيهِ لضيقه وَرُبمَا كثر الْمُقَاتِلُونَ لنا فنعجز عَن مقاومتهم لأَنهم يُقَاتلُون على الأَرْض والسطوحات وَإِذا دَخَلنَا الْبَلَد اضطررنا إِلَى التَّفَرُّق لضيق المسالك فيطمع فِينَا أَهله وَعَاد عَن ذَلِك الْعَزْم بحزمه وحذره وَمن الْعجب أَن مُحَمَّد بن بورى صَاحب دمشق توفّي وأتابك يحصره فضبط أنر الْأُمُور وساس الْبَلَد فَلم يتَغَيَّر بِالنَّاسِ حَال وَأرْسل إِلَى بعلبك فأحضر وَلَده مجير الدّين آبق بن مُحَمَّد بن بورى ورتبه فِي الْملك مَكَان أَبِيه فَمشى الْحَال بتمكين معِين الدّين أنر وَحسن تَدْبيره وَهَذَا مجير الدّين آبق هُوَ الَّذِي مِنْهُ أَخذ نور الدّين بن زنكي دمشق كَمَا سَيَأْتِي

1 / 128