214

Gonar Masu Wa'azi

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

الليل. مستجيب الدعاء، جزيل العطاء، محصي الأنفاس، رب الجنة والناس (1).

الذي لا يشكل عليه لغة، ولا يضجره المستصرخون ولا يبرمه إلحاح الملحين.

العاصم للصالحين، والموافق للمتقين، مولى المؤمنين (2) رب العالمين الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على كل حال. أحمده وأشكره على السراء والضراء والشدة والرخاء، وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله.

فاسمعوا وأطيعوا لأمره، وبادروا إلى مرضاته، وسلموا لما قضى رغبة (3) في طاعته، وخوفا من عقوبته؛ لأنه الله الذي لا يؤمن مكره، ولا يخاف جوره (4).

اقر له على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبية؛ واؤدي ما أوحى إلي به خوفا وحذرا من أن تحل بي منه (5) قارعة لا يدفعها عني أحد، وإن عظمت منته وصفت خلته، لأنه لا إله إلا هو، قد أعلمني إن لم ابلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته؛ فقد تضمن لي العصمة وهو الله الكافي الكريم، وأوحى إلي: بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (6) الآية.

معاشر الناس! ما قصرت عن تبليغ ما أنزله، وأنا مبين سبب هذه الآية: إن جبرئيل (عليه السلام) هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد، واعلم كل أبيض وأحمر وأسود، أن علي بن أبي طالب أخي،

Shafi 220